بمحض الصدفة، اكتشف فريق من الجيولوجيين عائلة تعيش في الغابات بمعزل عن العالم غيرمدركة تمامًا للحرب العالمية الثانية والتلفزيون والطب الحديث وهبوط القمر.
الدببة والذئاب والوحوش
تعيش العائلة التي اشتهرت باسم عائلة ليكوف في كوخ بغابات سيبيريا دون أي اتصال بشري على ارتفاع6000 قدم فوق جبل في آخر بقعة برية كبيرة بسيبيريا، حيث تعيش عادة الدببة والذئاب وأقسى الوحوش القادرة على البقاء على قيد الحياة في المناخ المرير الذي تتسم به هذه المنطقة. وفقًا لموقع ديلي ستار البريطاني.
اكتشف العلماء هذه العائلة بمحض الصدفة أثناء رحلتهم للتنقيب عن المواقع ذات الثروات العدنية عام 1978 بواسطة مروحية خاصة بهم حيث لاحظ الطيار وجود منطقة على بعد 155 ميلا تبدو كمستوطنة بشرية.
عندما ذهب فريق العلماء إلى المنطقة للتحقيق في الأمر، عثروا على عائلة ليكوف بدون الزوجة (أكولينا) التي توفيت عام 1961 بسبب الجوع ودرجات الحرارة المتجمدة بالمنطقة.
المؤمنون القدامى
يعود أصل عائلة ليكوف إلىطائفة دينية أرثوذكسية روسية تسمى المؤمنون القدامى. وفرت هذه الطائفة إلى سيبيريا بعد الثورة الروسية بعدما ساءت الأحوال في عهد ستالين (القائد الثاني للاتحاد السوفيتي).
وفي عام 1936، هرب كارب ليكوف (الأب) إلى الغابة مع زوجته (أكولينا) وابنهما (سافين) ذو التسع سنوات وابنتهما (ناتاليا) ذات العامين بعدما أطلق الشيوعيون النار على شقيقه الأصغر.
قامت العائلة ببناء مجموعة من المساكن البدائية في أعمق منطقة في التايغا، وقد أنجبت طفلان آخران هما (ديمتري) عام 1940 و (أغافيا) عام 1943.
كانت الأطفال تدرك أن هناك أماكن أخرى تسمى بلدان ومدن غير روسيا لكنهم لم يعرفوا أي شيئًا عن العالم الخارجي.
رفض الحياة الحديثة
أقام العلماء صداقة مع الأفراد المتبقية من العائلة حيث توفيا سافين وناتاليا عام 1981 بسبب الفشل الكلوى الذي يعود لنظامهم الغذائي القاسي. كما فقد ديمتري حياته بسبب الالتهاب الرئوي.
حاول الجيولوجيون إقناع كارب وأغافيا بمغادرة الغابة ومحاولة العيش وسط العالم الحديث لكنهما رفضا ذلك.
وتوفى الأب أثناء نومه عام 1988 بينما لا تزال أغافيا تعيش في الغابة حتى الآن.