في تطور جديد يعكس تسارع جهود التحديث العسكري الأمريكي، أعلنت القوات الجوية الأمريكية عن وصول الطائرة الثانية من طراز B-21 Raider إلى قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا في 11 سبتمبر.
وفقا لوسائل إعلام أمريكية هذه الخطوة تعد نقلة نوعية في برنامج القاذفة الشبحية الجديدة، وتعزز بشكل كبير من زخم حملة اختبارات الطيران والتدريب العملياتي لطائرات الجيل السادس.
أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية
وفقا للتقارير تمثل القاذفة B-21 أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في مجال الطيران الشبح، حيث جرى تطويرها بالتعاون مع شركة نورثروب غرومان ضمن إشراف مكتب القدرات السريعة التابع للقوات الجوية الأمريكية.
وتعد هذه الطائرة الأولى من نوعها ضمن الجيل السادس، وقادرة على تنفيذ مهام تقليدية ونووية في بيئات قتالية شديدة التعقيد.
ويأتي وصول الطائرة الثانية في وقت حساس ضمن البرنامج، إذ يسمح ببدء اختبارات تكامل الأسلحة وأنظمة المهام، بعد أن كانت الاختبارات السابقة تركز على تقييم الأداء الأساسي للطيران.
ووفقًا لتصريحات وزير القوات الجوية الأمريكية، تروي مينك، فإن هذا التطور "يعزز الردع الاستراتيجي ويزيد من فعالية القتال المتوقعة للطائرة"، كما أنه يمكن من تسريع عملية النشر الميداني.
من جهته، أشار قائد سلاح الجو الأمريكي، الجنرال ديفيد ألفين، إلى أن البرنامج يشهد اهتماماً بالغاً من القيادة العسكرية، مؤكدا أن "برنامج B-21 هو حجر الزاوية في تحديثنا النووي الاستراتيجي".
قدرات إلكترونية متقدمة
بحسب التقارير تتميز B-21 بهندسة أنظمة مفتوحة تسمح بإجراء تحديثات مستمرة، وتتمتع بقدرات إلكترونية متقدمة تتيح لها التكامل الشبكي مع القوات البرية والبحرية والفضائية.
كما أن تصميمها الشبح يستند إلى تقنيات متطورة تقلل من البصمة الرادارية والحرارية والصوتية، ما يمكنها من اختراق الدفاعات الجوية المتقدمة لدول مثل الصين وروسيا.
ومن المقرر أن تبدأ مشاريع بنية تحتية عسكرية واسعة في العام المالي 2026 في القواعد المخصصة لاستقبال الطائرة، أبرزها قاعدة إلسورث الجوية في ولاية داكوتا الجنوبية، ما يعكس الجدية في إعداد البيئة العملياتية اللازمة لنشر الطائرة.
يذكر أن B-21 صممت لتكون أقل تكلفة وأكثر مرونة من سابقتها B-2، حيث تبلغ تكلفة الوحدة الواحدة نحو 800 مليون دولار مقارنة بـ2 مليار لطائرة B-2. كما يتوقع أن يتجاوز عدد الطائرات المنتجة 100 طائرة لتشكل مع أسطول B-52 المحدث العمود الفقري لقوة القاذفات الأمريكية في العقود القادمة.



