الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: الكلاب البشرية تغزو القارة العجوز

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

أن تكون على دراية  بوصفك إعلامي  التكوين والوظيفة ، بأن الخبر "ليس أن يعض الكلب انسانا ولكن ، أن يعض الانسان كلبا" فذلك ماتعلمناه فى كليتنا العريقة كلية الاعلام بجامعة القاهرة على أيدى جهابذة العلم والاعلام ، ولكن أن يشدك خبرا تتناقله كافة وسائل الاعلام المحلية والعالمية ، ووسائل التواصل الاجتماعى فهنا مكمن التشوق والمتابعة .

وذلك ماحدث مع هذا الخبر ؛ الذى يقول عنوانه "الكلاب البشرية تغزو اوروبا " فالأول وهلة تتوقع أن يكون موضوع الخبر عن حيوان بصفات كلب أو ماشابه ذلك ، ولكن الصدمة تقع عندما تقرأ تفاصيل الخبر الغريب. فتقوم بقراءة ما تحت هذا العنوان اللافت لتأتى  التفاصيل وتسهب فى الوصف والشرح فتقول ؛ أنا عبدة لك وأنفذ كل ماتطلبه مقابل ما تعطيني اياه من أموال ، وبالطبع هذا العنوان منه المذكر والمؤنث .

فى هذا العالم الغريب المتطور لابد ان تتوقف عند هذا الخبر وتسأل ماذا جرى فى هذا العالم ! وهل صارت مسميات الفجور تحمل عناوين مخالفة للمتبع عليه ؟ وهل نحن على شفا جرف من الضياع الاخلاقى والانهيار المجتمعى !!

أن تروج وسائل الاعلام والأخطر منها وسائل التواصل الاجتماعي لمثل هذا المعروض البخس ؛ وتجد ان التعليقات معظمها يسأل ويستفسر عن التفاصيل ؛ فهنا يكمن الخطر والقلق والتخوف. 

أن ترصد من بين التعليقات تعليقا واحدا رافضا لهذا السلوك وسط آلاف تبحث عن فرصة للانضمام لسوق العمل الجديد ولهذه الفئة ، فهنا الخوف والقلق  ؛ أن ترى بعين رأسك ان معظم الراغبين فى الانضمام الى فيلق الكلاب البشرية هم جيلا جديدا شابا فتيا ؛ فهنا قمة الحزن والألم ، أن تجد مروجين لهذه البضاعة الفاسدة ، فهنا يكمن الضياع القادم بمسمى الحرية والانفتاح ومفهوم " أنا حر مادمت لا أضر "..

ماتروج له منصات التواصل الاجنبية وتدعمه وسائلنا المحلية والاقليمية ليس الا جزء من مخطط كبير لطمس الهوية ومحاربة المفاهيم الثابتة الاصيلة الرافضة لكل ماهو حرام وعيب . 

الساحة الاعلامية صارت مثلما يقولون ؛ أعمى متحكما فى منصة مشاهدة كبرى وبيده فقط البث والتواصل لمجتمعات حديثة الحرية ، وتابعة لمفهوم الديمقراطية الامريكية الحديثة ؛ تلك التى غزت بها العراق وليبيا ،وسوريا والسودان ، وحاولت ان تهدم ترابط النسيج الدينى للمجتمع المصرى ولكنها فشلت ؛ ولا زالت تحاول بصورة أو بأخرى اختراق الكيان المصرى ؛ ولكنها لن تنجح فى محاولاتها ؛ لانها تجهل ان الدول ذات التراث والنسيج الحضارى ، رافضة لأى مخالف لبناءها العتيق ..ويشهد على ذلك تاريخ مصر القديم الذى لم تنل منه اية دول احتلالية ، بل بالعكس المحتل هو الذى نطق بلغة المصريين ، ولم يفعل المصريين ذلك ، بخلاف دول الشام والمغرب العربى التى صارت لغة المحتل هى لغتهم الرسمية على مدى زمن طويل وربما حتى الان.

ما يمر به العالم من قفزات وتغييرات ، تتركز كلها فى مفهوم واحد وهو ؛ حرص الدول العظمى والتى ترتدى ثوبا استعماريا جديدا حرصها على استنزاف خيرات البلاد الطبيعية ، واستدراج ابناء هذه الدول الى حافة الضياع الاخلاقى والفكر والدينى ؛ كى تتمكن من أخذ كل ماتريده دون مقاومة شبابية وحوائط صد  مجتمعية . مايحدث من ترويج لمفاهيم معيبة ؛ على رأسها ظاهرة "الكلاب البشرية " ليس سوى نقطة فى بحر ؛ يقوم الغرب بتوسيع مجراه كى يغرق عالمنا الشرق أوسطى والعربى ؛ ويجعل مصالح القارة العجوز ومحركها الاكبر الولايات المتحدة الامريكية تتصدر بؤرة الاحداث والاهتمام . 

الكلاب البشرية ستغزو أوروبا ولكن الاخيرة تعد هذه الكلاب من الدول المرهقة اقتصاديا واجتماعيا ، ولا نملك سوى الدعاء بكلاب شرسة تعقر كل ما يسعى اليه الغرب الكاره لخير الشرق الغافل الطيب .