أمة يدمرون تاريخها!

من أمريكا اللاتينية التي دعته بعض دولها ليلقي أمام جماهيرها محاضراته المشوقة, بعث العالم الأثري الشهير الدكتور زاهي حواس رسالة حزن علي متحف ملوي الذي سرقه المتظاهرون ودمروه, وقد وجد نفسه وهو يدعو العالم لزيارة آثار مصر, تنقل الأخبار أن مصر تدمر آثارها!
تقول رسالة الدكتور زاهي: يعد متحف ملوي أهم المتاحف الإقليمية في المدينة التي يحمل اسمها في محافظة المنيا. وتحيط بالمتحف مواقع أثرية هامة منها دير الجبراوي الذي يعود الي الدولة القديمة والشيخ عباده, ويجاورها مباشرة مدينة الأشمونين وتونا الجبل التي تعد من الجبانات الاثرية الغنية التي بها مقابر مهمة منها مقبرة بيتوسيريس التي تحتوي علي مناظر تمزج بين الفن المصري القديم والفن اليوناني. وكذلك المقبرة التي دفنت فيها إسيدورا التي ماتت غرقا وظل حبيبها يذهب يوميا لينير المسرجة الموجودة في مقبرتها. وعندما زار الدكتور طه حسين تونا الجبل بني فيها استراحة جميلة, وخلال إقامته فيها كان يذهب يوميا لينير نفس المسرجة كما فعل حبيب إسيدورا.
وبجوارالمقبرة جبانة ضخمة جدا دفن فيها الإله تحوت إله الحكمة والذي مثل بشكل طائر الأيبس كما دفن داخل هذه السراديب آلاف القرود والطيور المحنطة. ويضم متحف ملوي القطع الأثرية التي اكتشفت في الأشمونين وتونا الجبل والمومياوات والتوابيت والتماثيل التي استخرجت من الحفائر التي تجاور مدينة ملوي. وأثناء محاولة مجموعة من المتظاهرين يوم الأربعاء الماضي مهاجمة قسم شرطة ملوي اقتحموا المتحف بعد أن قتلوا حارسه وسرقوا1050 قطعة من1089 قطعة كانت به وأتلفوا وكسروا باقي القطع, مما يعني ان المتحف دمر بالكامل مما اعتبره العالم جريمة تلاحق بالعار كل من شارك فيها, لأنه لا يوجد أحد في الدنيا يدمر تاريخه وحضارته بهذا الشكل. وإذا كنا ندين هذه الجريمة ومن أحرق الكنائس القبطية, فإن ما حدث يقتضي ضرورة وضع خطة تأمين شاملة لكل المتاحف المصرية بعد إغلاقها عن طريق شرطة السياحة وأمن وزارة الآثار. إن تدمير متحف ملوي جريمة لا سابقة لها ولكن يجب أن تكون الأخيرة. انتهت رسالة العالم د. زاهي حواس.
نقلاً عن الأهرام