الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: أينما كنتم يصلكم الكيف

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

خبر تناقلته وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي يقول في متنه القبض على مجموعة من عمال التوصيل (الدليفري) فى واحد من الاحياء الراقية يقومون بتوصيل المخدرات لاهالى الكمبوند. 

كلمات تحمل كل المعانى وتحصد ثمار سنوات التردى الأخلاقى والثقافي والإعلامي أن يقوم أصحاب المخدرات بتطوير أدائهم بهذه الطريقة وأن يوظفوا شباب لديهم لكى يقوموا بتوصيل المخدرات بكافة أنواعها كما جاء فى الخبر فهنا تكمن الطامة الكبرى وهنا تتزاحم التساؤلات وتتشابك الاندهاشات كيف يحدث ذلك ؟ وكيف أصبحنا ؟ وهل الثراء الفاحش يتبعه دمار مدوي ؟ فبالطبع ساكنى هذه الكمبوندات لم يخططوا لأن يصبح أولادهم من أصحاب الكيف وأن ينفقوا الآلاف على مزاج وهمى ، كما انهم ايضا بالطبع لم يعوا أن سعيهم الطويل لأن يعيش أبنائهم فى مكان ارقى وفى وضع اجتماعي متميز سوف يجرهم الى ان يصبح أولادهم متعاطين لهذه السموم ؛ والأسوأ من ذلك رؤية رجال الكيف بأن يعطوا عملهم غطاء تجارى ويكون لديهم عمال توصيل كما ذكر الخبر قائلا " من الجعافرة الى التجمع يصل إليك الكيف بالدليفرى " وهذا الدليفرى هل كان يعلم طبيعة عملك ؟ وطبيعة ما يحمله معه ؟ وهل يدرك عقوبة فعله ؟ والاهم هل يعاقب على جرمه إذا كان لا يعلم ما يحمله ؟ أم أن القانون لا يحمي المغفلين !! والادهى والامر أين الجهات الرقابية التي منحت لهم حق تكوين شركة توصيل منتجاتها الخبيثة ؟. 

وأيضا إلى متى ستظل الدائرة الاعلامية مفتوحة بكل ماهو معيب وسيئ ويسمح بأن يكون اسماء  التوابل والمسكنات نجوم يعتلون المنصة ويصبحوا تريندات وبالطبع قدوة لأجيال كاملة أعياها واقع مرير من أسر مفككة و حياة بدون هدف واخلاق مائعة أصبح فيها الخطأ صواب والصواب تخلف ورجعية . 

ديليفري المخدرات أن يكون هو الأخير في سلسلة التراجع الأخلاقي والتدنى الثقافى والتخبط الاعلامى بل سيتبعه موجات من الموبقات ستدمر كل ماهو جميل إذا لم تتكاتف أيادي الخير وأصحاب القيم النبيلة من أجل بناء حائط صد أخلاقي قيمي متوارث يقول لا بصوت عالي ويرفض ويحارب القادم من الغرب بقوة وقدرة فائقة على تسوية الحلو بالسيء والطيب والشرير . 

ديليفري المخدرات ليس مجرد جرس إنذار يدق وهو يتأوه طالبا يد العون والمساعدة لحماية أبنائنا وربما احفادنا وأجيال قادمة من طوفان الحرية والديمقراطية على الطريقة الأوروبية تلك التي جاءت على دبابة امريكية ودمرت العراق وهزت دولة ليبيا وتحاول تقطيعها الى قبائل وعوائل وهى ايضا التى سممت البنيان السورى وجعلته يحارب سنوات من أجل تماسك البلاد وعودتها سالمة إن استطاع ، و هي نفس الشعارات العربية التى كسرت وحدة اليمن وتماسكه وادخلته فى صراعات دينية جعلت شعبه يذوق الامرين ، والسودان ايضا عانى من المطامع فأصبح سودانيين والغد يحمل الكثير من الخيبات . 

محاولات الغرب لطمس الهوية العربية أن تنتهى ومحاولاتهم لزعزعة الاستقرار المصرى متواصلة وشهدت كافة الطرق والأساليب ولذا يجب على اهل القرار والرأي والعلم والمشورة ان يعلموا ويعملوا من اجل هذا البلد الطيب وما يجاوره من بلدان.