الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صراخ وعويل على جبهة إسرائيل.. ماذا فعلت قوات الصاعقة مع العدو في حرب أكتوبر ؟

قوات الصاعقة
قوات الصاعقة

تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.

حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.

فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.

غرفة عمليات حرب أكتوبر

حرب أكتوبر

في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.

حرب السادس من أكتوبر

فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها. 

نصر أكتوبر

واليوم، تمُر علينا الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم. 

حرب أكتوبر

سيناء

سيناء، الأرض المقدسة، تلك الأرض التي تجلى عليها رب العزة وأقسم بها، مر الأنبياء عليها، وزادها الله قدسية على قدسيتها، فهي الأرض المباركة والبقعة الغالية على قلب كل مصري، كما أنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقاراته وحضاراته، وهي محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا وبين الشرق والغرب.

لقد قُدر لمصر، بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها، أن تُصبح قبلة العالم على مدار التاريخ، فمصر "المكان – والمكانة"، تتوسط العالم وتربط قاراته ببعضها البعض، ما جعلها محط أنظار الجميع، وأن من يسيطر على مصر، فقد سيطر على قلب العالم أجمع.

سيناء

ونتيجة لموقعها الجغرافي، سعت العديد من الدول لاحتلال مصر، لتستغل موقعها، ولتتحكم في كل شيء، إلا أنها كانت عصية على الانكسار، قوية في الدفاع عن أرضها وترابها المقدس، وكان المدخل الرئيسي لأي مُحتل يريد أن يقوم باحتلال مصر، هي سيناء، الأرض التي ضحى من أجلها عشرات الآلاف على مدار التاريخ، وذلك لحمايتها وصونها من المخططات والمؤامرات، التي تحاك ضدها بصفة مستمرة.

والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.

نصر أكتوبر 73

قوات الصاعقة المصرية

في إطار الاحتفالات بنصر السادس من أكتوبر، يستعرض موقع صدى البلد الدور الذي قامت به قوات الصاعقة وأبطالها الذين شاركوا في نصر أكتوبر.

الإعداد للحرب

في البداية كانت كل الخطط المعدة للصاعقه كانت عبارة عن خطط ابتدائية محدودة للاشتراك في أعمال القتال فى حالة حدوث الحرب لتحرير سيناء من العدو الاسرائيلى، فكان الخطط الموجودة تعتبر دفاعية وليست هجومية، ولكن الخطة المتكاملة الإستراتيجيه لاشتراك قوات الصاعقه فى الحرب لم تكتمل إلا فى عام ١٩٧٢، فالقوات المسلحة بدأت التخطيط وكان يوضع فيها الاعتبار بحجم قوات العدو فى كل منطقة وتحديد العدد المطلوب للقوات للتعامل معها وكيفية التعامل معها.

خطة الخداع

كان قوات الصاعقة دور فى خطة الخداع، حيث كان من ضمن خطة الخداع أن عناصر من قوات الصاعقة  تذهب  إلى وادى سلم عند منطقة الزعفرانة ويتم نقلها بعد ذلك إلى منطقة البحر الأحمر ويتم تركها هناك فترة للاستطلاع، ويتم سحبها مرة أخرى.

وكان يحدث ذلك مرات متكررة مع كل المجموعات حتى يعتقد العدو أنها مشروعات للتدريب وعند التحرك الفعلي للمعركة يظن أنه تدريب كما يحدث من قبل، وكان فى مشروعات مراكز القياده تتم أيضا  فيها تحريك بعض الوحدات ليعتاد العدو على موضوع تحرك القوات ولا تسبب له أى قلق.

الصاعقة المصرية في حرب أكتوبر

دور الصاعقة في حرب أكتوبر

كانت قوات الصاعقة فى حرب أكتوبر تنقسم إلى المجموعة ١٢٧ والمجموعة ١٢٩ والمجموعه ١٣٢ فى قطاع البحر الأحمر للتأمين ومجموعات احتياطى القيادة العامة المكونة من المجموعة ١٣٩ والمجموعة ١٤٥.

ولأن القيادة العامة للقوات المسلحة والرئيس السادات يعلمون بأن المشاة سيقومون بعملية العبور ويقاتلون على الضفة الشرقية للقناة، بدون أى دبابات ومعدات ثقيلة معهم، فكان الحل هو التعامل مع الاحتياطى القريب للعدو والتصدي له بقوات الصاعقة حتى يتمكن المشاه من احتلال النقاط المهمة والحصينة.

وتأكيداً على بطولات قوات الصاعقة، كانت هناك مجموعات صاعقة في مضيق سدر قاتلت لمدة ١٧ يوم مع أنه كان مطلوب منها أن تقاتل لمدة ١٢ ساعه فقط لتعطيل العدو.

وكانت بطولات الصاعقة في نطاق الجيش الثالث الميداني لا تنتهي، حيث قامت إحدى مجموعات الصاعقة بنصب كمين من شرق القناة من خلال الفرقة السابعة لضرب العدو جهة الغرب بعد حدوث الثغرة ومحاولة العدو دخول السويس وتم الدفع به فى اتجاه الأدبية، كما قامت المجموعة ١٢٩ صاعقة العاملة في نطاق الجيش الثاني الميداني بمجهود خرافي فى تعطيل الاحتياطيات.

 تم إستلام بلاغ من مجموعة الصاعقة بالجيش الثانى الميدانى بنجاح العبور وأنهم على مسافة ٥ كيلو من شرق القناة وأنه جارى حصار القنطره شرق، ثم تلاها بلاغ من مجموعة الصاعقة بالجيش الثالث بنجاح العبور وأن النقاط القويه تم حصارها وتم إفشال محاولة إمداد العدو لها .

وكان التواصل يتم بين محور الصاعقه فى غرفة العمليات وبين قادة الكتائب بصورة مباشره وكان الاتصال يتم على فترات محددة فى ساعات محددة متفق عليها حتى لا يلتقط العدو مكان الاتصال على الجبهة ويتم كشف أماكن تواجد قوات الصاعقة لأن العدو كان معه أجهزه متطوره يستطيع من خلالها معرفة اماكن الاتصالات.

الصاعقة المصرية في حرب أكتوبر

بطولات الصاعقة في نصر أكتوبر

كانت هناك بطولات لقوات الصاعقة مثل البطولات الخاصة بالمجموعات ١٢٩ صاعقة وكانت تخدم فى نطاق الجيش الثانى التي كانت تقاتل احتياطي العدو القريب، واستطاعت فى اللحظات الاولى من الحرب أن تدمر ٢٨ دبابه و١٢ عربيه مجنزرة.

كما أن المجموعة 127 صاعقة المتواجدة فى نطاق الجيش الثالث استطاعت ان تحاصر النقطه الحصينه فى لسان بورتوفيق حتى استسلم لهم الجنود وتم أسر٣٧ فرد من العدو وكان ذلك يوم ١٣ أكتوبر وتم الاستيلاء على ٣ دبابات سليمة وجميع الاسلحه الموجوده في النقطه القويه.

كما أن المجموعة ٣٩ بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعى كان لهم الدور الرئيسى فى منع قوات شارون من دخول الإسماعيلية ومنعه من حصار الجيش الثانى الميدانى وكان معهم كتيبة مظلات وتم تسجيل خلال هذه المعركة اتصال شارون يوم ٢٢ اكتوبر بالقيادة الإسرائيلية والاستغاثة بهم بسبب حدوث خسائر جسيمه له بسبب اشتباك قوات الصاعقة معه وأنه غير قادر على الدخول لمدينة الإسماعيلية .

الصاعقة المصرية في حرب أك