الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين تدخل مسرح عمليات الشرق الأوسط من أبواب غزة.. ماذا قدمت لإنهاء الصراع؟

الصين وفلسطين
الصين وفلسطين

تعتبر الصين من أوائل الدول التي أبدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعمت حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. 

وقد تجلى هذا الدعم في مواقف الحكومة الصينية وتصريحات قادتها ومبادراتها الدبلوماسية، وكذلك في تغطية وسائل الإعلام الصينية للقضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

الاعتراف بمنظمة التحرير

كانت الصين من أولى الدول غير العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، ورفضت في الوقت نفسه الاعتراف بإسرائيل، رغم اعتراف الأخيرة بها. 

وكانت سياسة الزعيم الصيني ماو تسي تونج تدعم الحركات التحررية الوطنية في العالم الثالث.

فيما بعد عهد ماو، واصلت الصين دعمها منظمة التحرير الفلسطينية في المنتديات الدولية. واعترفت الصين بدولة فلسطين عام 1988. 

ومنذ عام 1992، أقامت الصين أيضاً علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ومنذ ذلك الحين حافظت على علاقة ودية مع كلا الكيانين.

ثوابت سياسية

تؤكد الصين على ضرورة تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمبادئ المشار إليها في مؤتمر مدريد للسلام، وخارطة طريق للسلام في منطقة شرق المتوسط، وغيرها من المبادئ ذات الصلة. كما تؤيد رسمياً إقامة "دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة" على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 

وقد رفضت الصين إدانة طوفان الأقصى والعمليات التي نفذها رجال المقاومة الفلسطينية رغم الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، بل أصرت على ضرورة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وساطة صينية

وتسعي الصين للعب دور الوساطة بشكل نشط بين فلسطين وإسرائيل، وبين فصائل المقاومة الفلسطينية، بهدف استئناف محادثات السلام وإحلال التهدئة. في عام 2017، استضافت بكين رؤساء حزب فتح، جبريل الرجوب وحركة حماس، صالح العاروري، وأجرت محادثات معهما بشأن المصالحة الفلسطينية. 

وفي عام 2021، عقدت الصين اجتماعاً ثلاثياً مع فلسطين وإسرائيل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعت إلى وقف التوسع الاستيطاني والعنف والاستفزازات في القدس.

مساعدات تنموية

كما تقدم الصين مساعدات إنسانية وتنموية لفلسطين، بما في ذلك تبرعات مالية ومواد طبية ولقاحات كوفيد-19. كما تشارك في بناء المشاريع التنموية في فلسطين، مثل مستشفى الصداقة الصينية الفلسطينية في بيت لحم، والمركز الثقافي الصيني في رام الله، والمدرسة الصينية في نابلس.

ماذا قدمت بكين من أجل إنهاء الصراع؟

زيارات واتصالات مكثفة

ذكرت شبكة تلفزيون الصين الدولية الرسمية، اليوم الأحد، أن مبعوث الصين الخاص إلى الشرق الأوسط سيزور المنطقة هذا الأسبوع، لبحث الأزمة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية، بحسب وكالة "رويترز". وصرح تشاي جون للشبكة بأنه "سيعزز التنسيق مع كل الأطراف في اتجاه وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وخفض التصعيد، وتشجيع محادثات السلام".

أجري تشاي العديد من الاتصالات الهاتفية مع العديد من القادة الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأشار المبعوث الصيني في اتصالاته إلى أهمية دور مجلس الأمن في حل المشكلة وأهمية تشجيع المجتمع الدولي على تقديم مزيد من المساعدات لفلسطين، مضيفًا أن "الجانب الصيني سيفي بالتزاماته كرئاسة دورية لمجلس الأمن وسيواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لتسهيل وقف إطلاق النار وتخفيف التوتر".

وخلال اتصاله بالسفير الإسرائيلي في الصين، إيريت بن عبا، قال تشاي إن "الجانب الصيني يدعو إلى وقف فوري للعنف والتصعيد وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب الفلسطيني"، وشدد على أن "الجانب الصيني يحترم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه يعارض استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين". 

وأعرب مبعوث الصين في الشرق الأوسط عن أمله في أن تظهر إسرائيل تروٍ وحكمة وتتخذ خطوات فعالة للحد من التوتر والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي هذا الصدد، قال وانج وينبن، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، يوم السبت، خلال مؤتمر صحفي، إن المبعوث الخاص للحكومة الصينية لقضية الشرق الأوسط، أجري في الأيام القليلة الماضية، اتصالات هاتفية مكثفة مع وزارات خارجية فلسطين وإسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى للتواصل مع جميع الأطراف بشأن التوترات الحالية بين فلسطين وإسرائيل.

حل الدولتين

قال عميد كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، جامعة شيان للدراسات الدولية الصينية، ما فو، أن الصين أكدت في مناسبات مختلفة أن السبب الأساسي وراء تطور الوضع الفلسطيني الإسرائيلي إلى هذه النقطة هو أن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته قد تم تجاهله لفترة طويلة، ولم يحصلوا على حقوقهم المشروعة لسنوات طويلة.

وشدد ما على ضرورة إنهاء هذا الظلم التاريخي ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الصيني، وانج يي خلال مؤتمر صحفي، "لقد أثبتت الحقائق مرة أخرى أن السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية هو ضمان التنفيذ الفعال لقرارات مجلس الأمن وتنفيذ حل الدولتين بشكل حقيقي".

ويري عميد كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، جامعة شيان للدراسات الدولية الصينية، أن الدول العربية يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عن طريق تنسيق خطواتها بشكل أكبر، ومواجهة حقيقة تجاهل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.