إيران تعين مبعوثا جديدا لدى الوكالة الذرية وتواصل تجديد الفريق النووي

عينت إيران خبيرا في نزع السلاح مبعوثا لها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة لتواصل عملية تغيير لكبار المسؤولين الذين يتعاملون مع برنامجها النووي منذ تولي الرئيس الجديد حسن روحاني السلطة متعهدا بتحسين علاقات ايران الخارجية.
ولم يختر روحاني بعد شخصا لما يمكن القول انه اهم منصب دبلوماسي ايراني وهو كبير المفاوضين النوويين مع القوى العالمية لكن النزعة العملية لفريقه حتى الآن تشير الى تقارب اكثر بين السياسة النووية والخارجية.
وذكرت وكالة الطلبة للانباء (اسنا) امس الثلاثاء ان رضا نجفي الذي عمل على قضايا نزع السلاح داخل وزارة الخارجية الايرانية سيكون السفير الجديد لبلاده لدى وكالة الطاقة الذرية في فيينا.
وسيحل نجفي محل علي اصغر سلطانية الذي قاد المفاوضات غير المثمرة حتى الان مع الوكالة الدولية منذ اوائل 2012 وكان السفير خلال فترة الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد.
وتريد وكالة الطاقة الذرية استئناف تحقيق متوقف منذ فترة طويلة في الشكوك بأن ايران أجرت ابحاثا ذات صلة بتطوير الاسلحة النووية وهو زعم تنفيه طهران. ويتهم دبلوماسيون غربيون ايران بتعطيل تحقيق الوكالة.
وتعهد روحاني وهو شخصية معتدلة نسبيا بتهدئة التوتر في علاقات بلاده مع القوى العالمية للمساعدة في تخفيف العقوبات الدولية الصارمة المفروضة على الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي. وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لانتاج الطاقة المدنية ولاغراض طبية فقط.
ويشتبه الغرب ان برنامجها يوجه سرا نحو تطوير قدرة على صنع اسلحة نووية.
وكان روحاني عين في وقت سابق هذا الشهر وزير الخارجية السابق علي اكبر صالحي الذي يعتبر شخصية عملية نسبيا رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية وهو موقع تقلده من قبل ليحل محل شخصية محافظة متشددة.
ويقول دبلوماسيون في فيينا ان خروج سلطانية وهو محافظ متشدد توترت علاقته مع الوكالة الذرية ربما يكون علامة اخرى على رغبة روحاني في بداية جديدة مع العالم الخارجي بشأن القضايا النووية.
وتعهد روحاني بأن تصبح ايران اكثر شفافية واقل ميلا للصدام في المحادثات مع كل من وكالة الطاقة الذرية والقوى الكبرى.
لكن دبلوماسيين يحذرون من انه لا يزال من غير الواضح ان كانت النبرة الجديدة لطهران ستترجم الى تغير جوهري بالنظر الى ان روحاني اشار الى عدم وجود تغيير في اصرار الجمهورية الاسلامية على حقها في تخصيب اليورانيوم بدون قيود.
ولا يعرف شيء يذكر عن سياسة نجفي. لكن قناة برس تي في التلفزيونية الناطقة باللغة الانجليزية والتي تديرها الدولة قالت ان صالحي حاول عندما كان رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية في 2010 ان يعين نجفي محل سلطانية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية واصفا نجفي بأنه "خبير في قضايا منع الانتشار النووي" وانه "يستحق المنصب". لكن فترة سلطانية جددت في آخر الامر.
وقال مارك فيتزباتريك وهو مدير لمنع الانتشار النووي ونزع السلاح في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية انه عندما حضر نجفي مؤتمرا للمعهد في 2010 دخل في نقاشات مع المشاركين الاخرين خلال فترات الراحة واستمع جيدا وسأل اسئلة جيدة ودافع عن مصالح ايران لكنه احتاج احيانا الى تصحيح ارائه.
وقالت وكالة الطلبة للانباء ان نجفي رشحه وزير الخارجية جواد ظريفي وهو سفير سابق بالامم المتحدة تلقى تعليمه في الولايات المتحدة لمنصب سفير ايران لدى الوكالة الذرية وان روحاني وافق على ترشيحه.
وبالنسبة لمنصب كبير المفاوضين النوويين الحيوي فمن شبه المؤكد ان يغير روحاني سعيد جليلي وهو احد المفكرين المتشددين للثورة الاسلامية قال دبلوماسيون انه قضى في التنظير وقتا اكثر من الذي قضاه في الحوار مع القوى الكبرى.
ولم يتم بعد تعيين رئيس جديد للمجلس الاعلى للامن القومي الذي يقوم تقليديا بدور كبير المفاوضين النوويين. واثار هذا التأجيل تكهنات بأن روحاني ربما يحاول التغلب على صناع القرار السياسي في النخب الدينية والامنية بتحويل المنصب الى وزارة الخارجية وهي مؤسسة اقل تشددا في هيكل السلطة متعدد المستويات في ايران.
وفي حين يمكن للرئيس تعيين رئيس جديد للمجلس فحقيقة انه يضم ممثلين للحكومة والبرلمان والسلطة القضائية والقوات المسلحة والزعيم الايراني الاعلي آية الله علي خامنئي تجعل من الصعب الاستقرار على نهج تفاوضي محدد.