الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدعاء للغير له أجر؟.. و10 كلمات مستجابة لأخيك السعادة والرزق

دعاء لأخي بالسعادة
دعاء لأخي بالسعادة والرزق

هل الدعاء للغير له أجر؟ سؤال أجابته دار الإفتاء المصرية، خاصة مع اقتراب ساعة الثلث الأخير من الليل، وساعة الإجابة اليومية، والتجلي الأعظم، حيث يقول سائل: اعتدت عندما أقابل أيَّ شخص أن أدعو له بما تيسر من الدعاء؛ فهل هذا الأمر له أجر أو ثواب؟ أرجو منكم الإفادة.

هل الدعاء للغير له أجر؟

وقالت دار الإفتاء إن مقابلة الإنسان لأخيه بالدعاء شيء يسرّه؛ ومن سرَّ أخاه سرَّه الله يوم القيامة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِمَا يُحِبُّ لِيُسِرَّهُ سَرَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء"، والطبراني في "المعجم الأوسط"، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وتابعت: قد رغَّب الشرع الشريف في دعاء المسلم لأخيه، وجعل ذلك من وجوه الخير ومظاهر البرِّ؛ تأليفًا للقلوب، وتوثيقًا لعُرى المحبة، وجعله أكثر الدعاء قبولًا وأسرعه إجابةً؛ حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب" أخرجه ابن المبارك في "الجهاد"، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والإمام أحمد في "الزهد"، والدولابي في "الكنى والأسماء"، والبيهقي في "شعب الإيمان".

قال العلَّامة ابن بطَّال في "شرح صحيح البخاري" (9/ 220، ط. مكتبة الرشد): [وأخبر تعالى أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض؛ فينبغي للمؤمن الاقتداء بالملائكة والصالحين من المؤمنين؛ ليكون من جملة من أثنى الله عليه ورضي فعله، فلم يخص نفسه بالدعاء دون إخوانه المؤمنين؛ حرصًا على شمول الخير لجميعهم] اهـ.

وقال العلَّامة الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن" (5/ 1707، ط. مصطفى الباز): [وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثلها] اهـ.

دعاء لأخي بالسعادة والرزق

اللّهمّ يا رحمن يا رحيم يا سميع يا عليم يا غفور يا كريم إني أسألك بعدد من سجد لك في حرمك المقدس من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة أن تطيل عمر أخي على طاعتك وتحفظه بِحفظك وترحم والديه وأن تحفظ أسرته وأحبته وأن تبارك له في ماله وعمله وتسعد قلبه وأن تفرج كربه وتيسر أمره ، وأن تغفر ذنبه وتطهر نفسه وأن تبارك سائر أيامه وتوفقه لما تحبّه وترضاه اللّهمّ آمين.

اللّهمّ إنّه أغلى ما في عمري وأنت تعلم، فأسالك اللّهمّ بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت ، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد عظيم الابتلاء أن لا تبقي له هماً، ولا حزناً، ولا ضيقاً، ولا سقماً، وإن كان قد أصبحت بحزن فأمسها بفرح، وإن كان قد نام على ضيق فأيقظه على فرج.

اللهم احرسه بعينيك التي لا تنام واكفه بركنك الذى لا يرام واحفظه بعزك الذى لا يُضام، واكلأه في الليل وفي النهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجائه يا كاشف الهم، يا مُفرج الكرب يا مُجيب دعوة المُضطرين.

اللهم اكف أخي شر الحوادث ، وفواجع الأقدار ، ومر القضاء ..ولا تريني فيه وفي أهلنا واحبابنا اي مكروه.

اللّهمّ إني أعوذ بعزّتك لا إله إلا أنت أن لا تضل أخي واحفظه بحفظك ، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

اللهم احفظ أخي وقه شر الدنيا ومصائبها وقه شر فواجع الأقدار.

اللّهمّ إن أخي كان مهموم أن تمنحه فرحاً وإن كان سقيم أن تمنحه صحةً وإن كان مكسور أن تمنحه قوةً وإن كن بحاجة فلا تكلهن لسواك وأن تحفظه لمن يحب، وأن تحفظ من يحبّ له.

اللّهمّ مثل ما أضئت الكون بنور شمس هذا اليوم أضئ قلب أخي بنور حبّك ضياء لا ينطفئ وارزقه رزقاً دائماً لا ينقطع وصحّة يستخدمها في طاعتك وأحبّه وحبّب فيه خلقك وعبادك.

ربّ امنح أخي من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس ما يعيننا على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياته، وسرور نفسه، وشغل وقته، وقرة عينه.

أسألك فرجاً يمحو هم أخي يا رب إني أحببته فيك يا رب وأحفظه عن معاصيك وأجعل له عمر مديد فيما يرضيك يا رب وأكرمه يوم ان يلاقيك يا رب وثبته في الدنيا على دينك وأبعثه في الآخرة من أهل اليمين .

حكم الدعاء داخل الصلاة بقضاء حاجة دنيوية

وفي بيان ما حكم الدعاء داخل الصلاة بقضاء حاجة من حوائج الدنيا، وهل تبطل الصلاة بذلك؟، روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّمه التشهد، ثم قال في آخره: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو»، وفي لفظ للبخاري: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ»، وفي لفظ لمسلم: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ».

قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 67، ط. دار الفكر): [واعلم أن هذا الدعاء مستحب ليس بواجب، ويستحب تطويله، إلا أن يكون إمامًا، وله أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا، وله أن يدعو بالدعوات المأثورة، وله أن يدعو بدعوات يخترعها، والمأثورة أفضل] اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 321، ط. دار المعرفة): [واستُدِلَّ به على جواز الدعاء في الصلاة بما اختار المصلي من أمر الدنيا والآخرة] اهـ.

وقال العلامة الشوكاني في "تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين" (ص: 174، ط. دار القلم): [وفيه التفويض للمصلي الداعي بأن يختار من الدعاء ما هو أعجبه إليه؛ إما من كلام النبوة، أو من كلامه، والحاصل: أنه يدعو بما أحب من مطالب الدنيا والآخرة، ويطيل في ذلك أو يقصر، ولا حرج عليه بما شاء دعا، ما لم يكن إثم أو قطيعة رحم] اهـ.

وروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

قال العلّامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 88، ط. دار الكتب العلمية): [والأمر بالإكثار من الدعاء في السجود يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة كما جاء في خبر الترمذي: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله] اهـ.

وقال الشيخ المباركفوري في "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 187، ط. الجامعة السلفية بالهند): [والحديث دليل على مشروعية الدعاء حال السجود بأي دعاء كان مِن طلب خير الدنيا والآخرة، والاستعاذة مِن شرهما] اهـ.

وقد نُقِل ذلك عن الجمع الكثير، واستفاض من غير نكير؛ حتى جرى مجرى الإجماع:

قال العلامة ابن علان الصدِّيقي في "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" (3/ 3، ط. دار إحياء التراث العربي) في شرحه لكلام الإمام النووي السابق: [وأشار في "شرح عدة الحصن" إلى تقوية ما نحاه الشافعي بنَقْله الدعاء بأمر الدنيا وبغير المأثور عن جمع كثير، ثم قال: وإذا انضاف قول هؤلاء إلى قول ابن عمر رضي الله عنهما جرى مجرى الإجماع؛ إذ لا مخالف لهم. ورُوي عن ابن شبرمة أنه قال: يجوز الدعاء في المكتوبة بأمر الآخرة لا بأمر الدنيا، فقال له ابن عون: أليس في القرآن ﴿وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 32] فسكت، ومذهب المالكية: جواز الدعاء بأمر الدنيا والآخرة] اهـ.