الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نيفين منصور تكتب: احذر الحرابي

نيفين منصور
نيفين منصور

سبحان الخالق له في خَلقه ِحكم بالغة ، نتعلم منها على مَر الزمان... خَلَق الحرباء تتلون على لون المكان المُحيط بها لتكون لنا آية نتعلم منها، فنحذر منها كما نحذر من بعض البشر الذين يتشبهون بها ويتلونون وفقا للمواقف  والأيام  حتى يستطيعوا الوصول  إلى أهدافهم ويحققون غاياتهم.

ولكل منا الاختيار إما أن تُصْبِح روح طيبة تتعامل مع أزمات الحياة بما يرضي الخالق عز وجل ، وإما أن تتحول إلى أحد الحرابي المتلونة و تستخدم المَكر والدهاء  لتصطاد الفريسة المستهدفة ، وكل مِنا من حوله  العديد من الأمثلة لمن يرتدون ثياب الحرابي.

 قد تكون في مقتبل العمر وتضيق عليك دنياك وترفض الواقع الأليم الذي وجدت نفسك فيه ، وتنتظر الفرصة للتلون حتى تغير الواقع وتحيا حياة تتمناها ، دون التفكير أو التدبر في سلامة الطريق أو مشروعية الوسيلة التي تتبعها فتجد نفسك أداة لظلم الآخرين ، وتدمر حياة الكثير من البشر دون الالتفات إليهم ... الأنانية والأنا العليا تتحكم في إرادتك ، ومهما كان ظاهرك فما يخفيه باطنك قد تعدى الغرابيب السود ..

وقد يتقدم بك العُمر و تَحكُمك رغباتك وتسعى نحو مصلحتك حتى ولو كانت على أنقاض الآخرين وحينئذ تتحول دون أن تشعر إلى آداة لتعذيب البشر تتلحف بثياب الحرابي وتضع أمام عينيك غايتك فقط  ويتحول البشر من حولك إلى درجات ووسائل للوصول إلى هدفك ، فتنسج الفخاخ للفريسة التى تمكنك من الصعود والوصول أو تنصبها لأعدائك ولكل من يقف عقبة في طريقك .

خطوات محسومة تظن فيها كل الظن أنك إله تأمر فتُطَاع ، وتعتقد أنك ترسم القدر فيُنَفَذ وفقا لما قدرته أنت وليس وفقا لما قدره المولى عز وجل ،  تستخدم كل الأسلحة حتى تتمكن من الوصول لما تريد، فتتحول إلى حرباء في التخطيط ، وحرباء في التنفيذ ، وأخيرا تصطاد الضحية وتلتهم غايتك ثم تلقي بها لتبحث عن أخرى تحقق لك غاية جديدة و أهداف حياتك المنشودة.

وفي رحلة تَشَبُهَك بالحرابي تأكد  أن المولى عز وجل سوف يصدمك أحياناً حتى تتراجع وتعود إلى رشدك ، وقد يترك أمامك  الطريق مُمهد أحياناً أخرى لتنفيذ غايتك ، فتصعد ثم تصعد حتى تقترب من النهاية فإذا بالمولى عز وجل يصدمك الصدمة الكبرى، ويمكر لك ويحرمك  من تحقيق ما كنت تتمنى لتدرك عظمته وقدرته المتناهية على إحقاق الحق ، وتنتبه لما قُمت به من تحدي للخالق العظيم .

يقول المولي عز وجل وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ