الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاجآت طوفان الأقصى مازالت تتفجر| القصة الكاملة لجاسوس حماس داخل جيش الاحتلال.. ضربة لإسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم مرور ما يزيد عن الشهرين عن عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، داخل أراضي المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، إلا أن المفاجآت ما زلت تتفجر في تحليل تلك العملية العسكرية الأكثر إبهارا للخبراء العسكريين حول العالم، وكيف تستطيع قوة لمقاومة بدائية، أن تقتحم أحد أكبر الدول قوة عسكريا بالعالم، بل وتقوم باقتحام كافة المواقع العسكرية وأكبرها بقطاع جنوب إسرائيل، ولكن المفاجأة في تلك المرة غير مسبوقة، حيث هنا نتحدث عن جاسوس داخل الجيش الإسرائيلي لصالح حماس. 

نعم، هذا ليس تأليف خيال كاتب، ولكنه الواقع الذي ذكره تقرير لصحيفة عاروتس 7 العبرية، والتي استعانت فيه بمعلومات نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، حيث كان الحديث عن جاسوس كشفت عنه مصادر عسكرية إسرائيلية، مازال البحث جاريا عنه، ساهم في إمداد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، كانت لها دورا كبيرا في القيام بعملية طوفان الأقصى، وكشف التقرير أن الأدلة التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي دامغة على وجود هذا الجاسوس داخل الجيش.

 

الخريطة السرية مفتاح الكشف عن الجاسوس 

"عنصر من كتائب القسام كان بحوزته خريطة لقاعدة عسكرية"، هكذا كان عنوان التقرير الصحفي الذي نشرته الصحيفة العبرية، حيث كانت تلك الخريطة هي بداية الخيط للكشف عن احتمالية وجود جاسوس داخل الجيش يعمل لصالح حماس، حيث ذكرت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أنه لا يمكن الحصول عليها إلا بمساعدة جاسوس.

 

وبحسب ما نقلته الصحيفة العبرية عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإنه من بين الوثائق التي تم العثور عليها مع أحد جنود حماس الذين نفذوا الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، والمعروفة باسم طوفان الأقصى، كانت هناك أيضًا خريطة لقاعدة جيش الدفاع الإسرائيلي التي لم يكن من الممكن رسمها إلا بمساعدة معلومات من الداخل والتي "يكاد يكون من المؤكد أنها تم إعداده بمساعدة جاسوس حماس.

 

الخريطة تم تعميمها على كافة الجنود 

وبحسب ما جاء بالصحيفة العبرية، فإن حماس قامت بتزويد كل مقاتليها بخرائط تم رسمها على ما يبدو بمساعدة معلومات داخلية عن قواعد الجيش الإسرائيلي، وذلك حسبما نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية هذا الصباح (الثلاثاء)، وذلك بعد أن عرض الجيش الإسرائيلي على الصحفيين المواد التي تم الاستيلاء عليها في حوزة إرهابيي حماس.

 

ووفقا للصحيفة، فإن خريطة القاعدة العسكرية التي استولى عليها إرهابي تسلل إلى إسرائيل خلال أحداث أكتوبر، تحتوي على قائمة مفصلة بقاعدة ومواقع عسكرية تم إنشاؤها على ما يبدو بمساعدة معلومات قدمها جاسوس، وقال مصدر إسرائيلي إن "الخريطة، التي تم تفصيلها بالتفصيل، تم استخلاصها من معلومات داخلية، يكاد يكون من المؤكد أنها من جاسوس لحماس".

 

كتيبات إرشادية مفصلة 

ويبدوا أن الأمر لم يقتصر على خريطة فقط، حيث لوحظ أيضًا أن مقاتلي حماس كانوا يحملون كتيبات إرشادية مفصلة حول كيفية أخذ الرهائن بالإضافة إلى جهاز اتصال داخلي عربي عبري حتى يتمكنوا من التحدث مع المختطفين، فالمعلومات الواردة، من بين أمور أخرى، من تحليل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والوثائق التي صادرتها قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة أثناء الحرب، والجيش الإسرائيلي مشغول بتحليلها لتتبع وفهم كل شيء عن التخطيط للمذبحة في غلاف غزة.

 

ومن بين أمور أخرى، اتضحت أبعاد الخطة، والتي بموجبها أمرت قوات النخبة بالاستمرار خارج المنطقة الجنوبية باتجاه وسط البلاد ومحاولة شل المواقع العسكرية التي يمكن أن تخرج منها قوات قتالية كبيرة، وبالتالي الإضرار بالحكومة قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد على أي هجوم أينما خططوا للذهاب، والخطط التي تم الكشف عنها دفعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى الاعتقاد بأن معظم مقاتلي حماس لم يعرفوا الخطة الكاملة للهجوم ولم يكتشفوا حجمها إلا في صباح يوم تنفيذها.

 

هكذا كان دور البدو في إخفاء جنود القسام 

وفي تقرير منفصل للصحيفة العبرية، كشفت فيه، أن النيابة العامة الإسرائيلية قامت بتوجيه لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في بئر السبع ضد أربعة من السكان العرب الإسرائيليين من الشتات البدو الذين يشتبه في قيامهم بإخفاء مقاتلي كتائب القسام الذين فروا من قوات الأمن الإسرائيلية مباشرة بعد هجوم حماس في غلاف غزة، حيث قام أحدهم بإخفاء أربعة من هؤلاء المقاتلين، كما طلب مكتب المدعي العام احتجازهم حتى نهاية الإجراءات وتحديد المنازل التي سيتم استخدامها لاحتجازهم.

 

وجاء في لائحة الاتهام أن أربعة من سكان غزة دخلوا إسرائيل صباح يوم الهجوم القاتل من خلال الثقوب التي أحدثها المقاتلين في السياج، ثم سرقوا جرارًا وقادوه حتى نفاد الوقود، وفي اليوم التالي وصل الأربعة إلى رهط وكنا في المسجد هناك، وبعد ذلك بيوم، وأثناء جولة في برحات، التقى اثنان من المتسللين بأحد البدو، وأخبروه أنهم دخلوا من غزة يوم الهجوم وطلبوا قضاء الليلة معه "حتى يهدأ الوضع"، وبالفعل وافق وأجاب بأنه يعرف أن الشرطة تجمع الناس من غزة وحثهم على البقاء، وخلال النهار انضم إليهما المتسللان الآخران.

وبعد أيام قليلة ذكر بعض المتسللين أن لهم قريب يعيش في إسرائيل، فقام هذا البدوي بالاتصال بقريبهم طربين الذي جاء برفقة شخص آخر لاصطحابهم من منزله، وبعد نحو أسبوعين جاء الشخص الآخر، واتصل بالعيد وأخبره أن لديه عاملين من غزة بدون تصاريح إقامة ويرغبان في العمل لديه، ورغم أن الشاهد اشتبه في أنهما دخلا تحت رعاية الهجوم، إلا أنه آواهما في منزله وتجنب معرفة السبب، وجاء في لائحة الاتهام "ظروف دخولهم إلى إسرائيل".


-