الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد سالم يكتب: وليد الفراج.. لا تتوقف

أحمد سالم
أحمد سالم

جميعنا انتظرنا هذه اللحظة.. كيف سيظهر وليد الفراج أمام شاشته المعهودة وطلته المعتادة بهذه الملامح الواثقة والنبرة الرخيمة والأعين التي لا تتسع إلا لرؤية الدوري السعودي فقط !.. ماذا سيقول وليد الفراج ليمحو ما علق في أنفس وأذهان الجماهير الأهلاوية والمصرية التي اكتشفت للمرة الأولى أن الكرة كانت جبسًا في يوم من الأيام.

في الحقيقة.. موقف لا أتنماه لألد اعدائي، فكيف بـ وليد الفراج وهو إعلامي سعودي شقيق تجمعني وإياه القومية والهوية واللغة، وقد اختنق قسرًا ما بين نيران الكبرياء الذي ورطه، والحرج الذي ينسف جبهته.

كنت واحدًا ممن زادتهم تصريحات وليد الفراج عن النادي الأهلي - الذي لم يفُز على الاتحاد من أيام الكرة الجبس - غليانًا في النفس، ناهيك عن التهكم سابقًا من الدوري المصري وأنديته، وهي في الحقيقة تصريحات معتادة من الإعلامي السعودي تتسق مع اسم برنامجه الذي اختار له عنون "أكشن" فكان أكثر صراحة مع الجماهير العربية، بأننا لن نشاهد محتوى دبلوماسي أو رومانسي، أو ننتظر ركلات ركنية او تمريرات عرضية من وليد الفراج، بل جميعها ستكون تسديدات قوية على المرمى بلا هوادة.

ولأننا مصريون، لا نقبل من يحُك طرف ثيابنا، وليس فقط من يدوس عليه - وهي طبيعة محمودة في شعبنا - كانت تصريحات وليد الفراج بالنسبة لنا خارجة عن المألوف ومتمادية في الدوس على الطرَف، لكنها في كل الأحوال باتت تصريحات كروية لا تخرج عن مساحة المستطيل الأخضر ولا تفسد للأخوة قضية.

وأمام تصريحات الإعلامي القدير، الذي منح المباراة قيمة أكبر ومتعة وإثارة أعلى، كانت جماهير الأهلي تصمت في سكون وثقة، وكأنها تلعب لعبتها المحببة التي لا تمل منها، سندعك تفعل ما تشاء .. تقول ما تشاء .. ثم نرد كما نشاء ولكن بـ الكرة وروح الفانلة الحمراء وبس.

وجاءت اللحظة التي انتظرتها جماهير الأهلي.. لم ننتظر تحليلًا فنيًا للمباراة، ولا ننتظر احتفالات أهلاوية، ولا نعبأ بمن سنلاقي بعد ذلك في البطولة .. فقط افتحوا الشاشات على "أكشن" وهاتولنا وليد الفراج الآن.

ما هذا يا وليد .. هل كنت تخطط لهذا الظهور الذي بدّل كل التشفي والغليان وقصف الجبهات المنتظر لـ حالة من الكوميديا استدعت كل الضحكات المتواصلة والمتقطعة .. هل رأيت نفسك وانت تقول باللغة المصرية الشعبية " زِوّوو"، لقد صدقناك يارجل وانت تقول “ كنا بنمزح “ على الرغم من أننا نعلم أنك لم تكن تمزح، وأحببنا الأهلي أكثر وأكثر وأنت تمتدح فوزه وتصفه بالفريق العظيم "الأهلي ده حكاية".. 

هل تعلم يا وليد الشيء الأكبر والأعجب.. شكلنا حبيناك أنت شخصيًا يارجل، وقد كنت أمس أكثر الاشخاص استفزازًا وغطرسة في مخيلتنا.

وليد الفراج في خلال ثواني معدودة، وبمقدمة صادقة وضحكة نادمة ساخرة باصطناع وتفنن " ايش ترقعها .. ماذا أقول لتخفيف ما حدث !!" لم يتجهّم، لم يُكّشر، لم يوجه انتقادات لـ لاعبي الاتحاد لم يتحدث، عن التحكيم ولم يكابر، فقط خرج يضحك ويسف على نفسه بل إنه منح الجمهور حق التحفيل عليه شخصيًا حتى وصل الأمر بأنه استعرض تويتة لأحد جمهور الأهلي يسأله: اتكيفت يا وليد، فأجابه ضاحكًا: ع الآآآآآخر.         

القصة كلها من الأول للأخر، تكشف عن إعلامي يعرف ما أفسد، وكيف يُصلح، ما قالَ وماذا سيقول، ما خططَ وما يملك من خطط بديلة، يعرف جيدًا أنه كسب جمهور الخاسر بالاستماتة في الدفاع عنه والتضخيم من شانه، وكذلك جمهور الفائز بالاعتراف بقيمته والتواضع أمامه بعد الفوز، ودعني أقول لك بأن الفائز الأكبر من لقاء الأهلي واتحاد جدة هو وليد الفراج نفسه.

الأمر الثاني، الإدراك بأن كرة القدم، هي كرة القدم فحسب، تُمارس على المستطيل الأخضر وفي المدرجات وعلى السوشيال ميديا، لكنها لا تقطع رباط الأخوة، ولا تشُق سبيل التآخي، وهو ما رأيناه بالأمس من سخونة في التوعُد قبل المباراة وهدوء ما بعدها، حتى أن جمهور اتحاد جدة خرج في أروقة جماهير الاهلي من الملعب يشدو بالهتافات التي تسخر من هزيمتهم، وكأن الاحتفال واحد.

في النهاية، الأهلي سيبقى الأهلي، وستبقى قيمته في روح الفانلة الحمرا، مع تغير الأسماء والظروف، أما وليد الفراج .. فدعنا ياصديقي نلتقي مجددًا .. لا تتوقف عن التسخين.. ونعدُك: لن نتوقف عن الزِوّووو".