الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فريد سميكة بطل مصري قطع اليابانيون رأسه وعلقوها على الأسوار.. فيديو وصور

فريد سميكة
فريد سميكة

امتلئت مصر بالعديد من الأبطال في كافة المجالات، ومن بينها الرياضة، وبالتحديد رياضة الغطس، والذي وصل فيها فريد سميكة إلى أعلى الدرجات، وتوج في عام 1932، ببطولة العالم في الغطس في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا أطلق الجهاز القومي للتنسيق الحضاري اسمه على أحد الشوارع في الإسكندرية ضمن مبادرة "حكاية شارع"، سميكة الذي يعتبر أول عربي حصد الميدالية الفضية والبرونزية فى الغطس، انتهت حياته  بمأساة حيث قُطعت رأسه على أيد اليابانيين بعدما وقع أسير عندهم، فى معارك الحرب العالمية الثانية.

 

 

 

طفولة فريد سميكة

فريد سميكة، تعلم منذ الصغر اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية، حيث قضى فترة طفولته في رغد ورفاهية، وتعلم في مدارس النخبة، وكان سميكة مولعًا بفكرة الطيران وحلم بأن يصبح طيارًا، لم يستسلم حتى نجح في الحصول على رخصة طيران محلية في مصر، ومع ذلك، قادته الأقدار إلى أن يصبح واحدًا من أشهر نجوم الرياضة في تاريخ مصر، وذلك في رياضة الغطس.

 

لقطة تُظهر البطل فريد سميكة

فريد سميكة بطل العالم في الغطس

مثل سميكة مصر في أولمبياد أمستردام عام 1928، عندما كان عمره 21 عامًا، كانت تلك المناسبة الكبرى تنتظره حيث أصبح أحد أعلام مصر الرياضية البارزة والعالمية، وحضر فريد سميكة مع الثنائي سيد نصير وإبراهيم مصطفى، وكانوا أول من رفعوا علم مصر والعالم العربي والإفريقي في هذا الحدث الرياضي الكبير، وحقق فريد سميكة إنجازًا مذهلاً بفوزه بميداليتين في دورة أولمبية واحدة، مما أكد مكانته كأحد أفضل الغطاسين في العالم، وحصل على الميدالية الفضية في منافسة السلم الثابت والميدالية البرونزية في منافسة السلم المتحرك، ووقع سميكة في خطأ تاريخي في هذه الألعاب الأولمبية أدى إلى حرمان فريد سميكة من الميدالية الذهبية، بعد فوزه بالميدالية الذهبية في منافسة السلم الثابت، عزف النشيد الوطني المصري تحتفيًا بفوزه، ومع ذلك، اعترفت لجنة التحكيم بأن هناك خطأً في حساب النقاط، ومنحت الميدالية الذهبية للغطاس الأمريكي "بيتي ديسجاردنس"، الذي كان ينافس سميكة، وفي عام 1932، توج سميكة ببطولة العالم في الغطس في الولايات المتحدة، حيث استقر وعاش لفترة من الزمن، وحصد العديد من بطولات الغطس في أمريكا وفاز ببطولة العالم في اليابان.

 

 

اعتزل فريد سميكة اللعب سنة 1932، و هو فى أوج تألقه، وفى السنة 1933، قام برحلة حول العالم مع زميله، هارولد سميث، أبهرا فيها من شاهد عروضهما فى الغطس المزدوج، ثم قاما بجولة مماثلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة حيث أقاما عروضًا سيركية لتشجيع الشباب على ممارسة هذه الرياضة، وفي عام 1935، عين سميكة مدربًا للفريق الأولمبي المصري في رياضة الغطس، وشارك في دورة برلين عام 1936.

 

فريد سميكة في عالم السينما

اقتحم فريد سميكة عالم هوليود السينمائي من خلال ظهوره كدوبلير في المشاهد الخطرة في أفلام طرزان مع جوني فايسمولر و فى فيلم "ما وراء البحار" عن قصة طاقم سفينة يدخل فى مواجهة مع قارب حربى ألمانى بالحرب العالمية الأولى، كما شارك بمهاراته في القفز في اثنين من الأفلام الوثائقية الشهيرة التي أنتجتها شركة مترو جولدوين ماير عن رياضة الغطس، وهما "الغطس المزدوج 1939م" و "الرياضات المائية" عام 1941.

 

هجرة فريد سميكة

في فترة نهاية العشرينات وبداية الثلاثينيات، قرر شقيق فريد سميكة الأكبر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كان شقيقه يشغل منصبًا دبلوماسيًا مصريًا في نيويورك، ومع ذلك لم تكن هجرته لأمريكا مرتبطة فقط بمنصبه الدبلوماسي، بل كان لها علاقة بالروابط الوثيقة بين عائلتي سميكة وروزفلت، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت، قد زار روزفلت مصر في صغره وأحبها بشدة، وفي عام 1929، قرر فريد سميكة الزواج من مابل فان دين آكر، ابنة تاجر مجوهرات هوليوود المعروف، ومع ذلك، كانت هناك قوانين عنصرية تمنع زواج الأمريكيين البيض من الأشخاص الكويتيين، ولكن في نهاية المطاف، أصدرت المحاكم الأمريكية حكمها بالسماح بهذا الزواج، الذي أثار جدلاً كبيرًا في وسائل الإعلام الأمريكية، وبعد عامين فقط، تم الطلاق وتزوج فريد سميكة امرأة أخرى تدعى بيتي جين ويلسون، وأنجب منها ابنه الوحيد صادق.

             

قطع رأس فريد سميكة وتعليقها على الأسوار 

 

الحرب العالمية الثانية كانت بداية الفصل الأخير من الحكاية الأسطورية، ربما بحثا عن مغامرة جديدة تعيد تدفق الأدرينالين إلى جسده، وربما إيمانًا بقضية، التحق «سميكة» بالجيش الأمريكي في صيف 1942، بعد شهور من التدريب المتواصل، وبسبب معرفته السابقة بالطيران، حصل على رتبة ملازم ثان بسلاح الجو الأمريكي، لا تتوافر معلومات رسمية حول المهام الموكلة إلى رجلنا، لكن مذكرات قدامى المحاربين تشير إلى دوره كمصور جوي لمواقع اليابانيين، وكان جزءًا من مهمة تصوير لمواقع اليابانيين في آسيا قرب جزر إندونيسيا، كانوا على متن طائرة من طراز "B-42"، ولكن الطائرة تحطمت وأصبح سميكة أسيرًا في أيدي الجيش الياباني.

 

 

تم احتجاز سميكة في أحد المعسكرات وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه بوحشية عام 1944 حيث قطعت رأسه، اعتبره الجيش الأمريكي من ضمن المفقودين في العمليات، وتردد أن اليابانيون قطعوا رأسه وعلقوها على أسوار معسكراتهم لإثارة ذعر الأمريكان.

واستطاع لي صديق سميكة الوصول إلى عائلة الفقيد وأخبرهم بالقصة، بدورهم أخبروه أن الحكومة الأمريكية اعتبرته شهيدًا في العام 1945 وكرّمته بوسام عسكري، أخبره ابنه الذي أصبح بدوره طيارًا مقاتلًا أنهم ظنوا أنه قتل في مكان ما من شمال أفريقيا على أيدي الألمان أو الإيطاليين بعدما أجبروه على العمل كمترجم.