دير شبيجل: على المستشارة الألمانية الأخذ بزمام المبادرة بشأن الأزمة السورية
رأت صحيفة دير شبيجل الألمانية أنه يتعين على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أخذ زمام المبادرة لإيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية خلال حضورها قمة مجموعة العشرين، بدلا من أن الاكتفاء بموقف المتفرج، في ظل الخلاف المحتدم بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن تلك الأزمة.
وأفادت الصحيفة – في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم "الخميس" – بأنه في ظل حالات القتل التي لاتتوقف في سوريا وتشريد ملايين اللاجئين هناك، والذي يشعرنا بالعجز، يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا .. داعية السياسة الخارجية إلى التحرك بدافع الضمير الإنساني وألا يكون تحركها فقط لإرضاء الضغط الذي يمثله الرأي العام.
وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تتصدر الأزمة السورية جدول أعمال قمة مجموعة العشرين المنعقدة حاليا في مدينة سان بطرسبورج الروسية، حيث تمثل القمة الفرصة الأخيرة لكسر دوامة العنف، وتجديد الجهود من أجل إيجاد حل سياسي للصراع السوري.. مشيرة إلى أن ألمانيا يجب أن تلعب دورا محوريا في إقناع الولايات المتحدة وروسيا للجلوس سويا على طاولة واحدة، حتى نضمن المشاركة المتسقة والفعالة لمجلس الأمن الدولي، ولكن الصحيفة شككت في أن تكون للسياسة الخارجية الألمانية القدرة على تحقيق ذلك.
ورأت "دير شبيجل" أن ما اتخذه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إجراءات لشن هجوم عسكري ضد سوريا، جاء من أجل إنقاذ مصداقيته، بعد فترة طويلة من التردد تظهر مدى إدراكه أبعاد المعضلة، حيث أنه لا يوجد أي دليل على أن الهجوم سيؤدي إلى تحسين الوضع في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأهداف العسكرية من الهجوم على سوريا باتت غير واضحة مثل الأهداف السياسية، فقد يهدد هذا الهجوم باحتدام الصراع في سوريا، بل ووصوله إلى بلدان أخرى، مؤكدة أن مثل هذا الهجوم لن يمنع من سفك دماء مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين منهم.
واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إنه في ظل امتلاك موسكو مفتاحا يضمن تقديم المجتمع الدولي لموقف مشترك - حيث يمثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عائقا أمام إصدار نهج منسق - يمكن أن تلعب ألمانيا دورها بفتح خط اتصال مع روسيا بهذا الشأن.