الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من بولندا إلى إسبانيا.. فلاحو أوروبا يكثفون احتجاجاتهم بشأن سياسات الاتحاد الزراعية

صدى البلد

كثف المجتمع الزراعي في أوروبا احتجاجاته في مختلف أنحاء القارة، فاحتشد ضد سياسات الاتحاد الأوروبي وتصاعد الأسعار، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الطرق في بولندا والمجر وإسبانيا وبلجيكا.

في بولندا، شهدت مدينة بوزنان غربي البلاد مظاهرة كبيرة، شارك فيها نحو 1400 جرار. وتم إغلاق الطرق في جميع أنحاء البلاد، مما يرمز إلى السخط الموحد بين المزارعين.

بالمثل، واصل المزارعون الإسبان صمودهم لليوم الرابع على التوالي، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور في مناطق مختلفة، بما في ذلك توليدو وسرقسطة، واكتسبت الاحتجاجات زخما، وكان لها صدى لدى المزارعين في جميع أنحاء أوروبا.                      

خرج آلاف المزارعين في إسبانيا، مرددين احتجاجات مماثلة في جميع أنحاء أوروبا، إلى الشوارع، مستخدمين الجرارات للمطالبة بإصلاحات في السياسات الزراعية في الاتحاد الأوروبي وسط ارتفاع تكاليف الإنتاج والجفاف الشديد. وقد أدت هذه المظاهرات إلى تعطيل طرق النقل الرئيسية، مما يؤكد خطورة مظالمهم والحاجة الملحة إلى التحرك.

خلفية الاحتجاجات

انتشرت الاحتجاجات، التي لم تقتصر على إسبانيا، في جميع أنحاء الدول الأوروبية مثل فرنسا وبولندا واليونان، مما يشير إلى استياء أوسع داخل القطاع الزراعي. وقد واجهت المفوضية الأوروبية ضغوطا متزايدة لمعالجة المخاوف التي أثارها المزارعون فيما يتعلق باللوائح البيئية، والعلاقات التجارية، والصعوبات الاقتصادية التي تفاقمت بسبب التوترات الجيوسياسية.

دوافع الاحتجاجات

بينما توحد الاحتجاجات المزارعين، فإن مظالمهم تتباين إلى حد كبير، أعرب المزارعون البولنديون والمجريون عن مخاوفهم بشأن الواردات الرخيصة من أوكرانيا التي تقوض المنتجات المحلية، ودعوا إلى استعادة التصاريح لسائقي الشاحنات الأوكرانيين عبر دول الاتحاد الأوروبي.

في بولندا، سيطرت الجرارات المزينة بالأعلام الوطنية على الطرق في 256 موقعاً، الأمر الذي أدى إلى تحويلات وحواجز، بل وأوقف حركة المرور عند معبر ميديكا الحدودي. وانحاز وزير الزراعة المعين حديثا تشيسلاف سيكيرسكي إلى جانب المزارعين، مؤكدا على أن الدعم لأوكرانيا لا ينبغي أن يأتي على حساب الزراعة البولندية.

يعرب المزارعون عن إحباطهم إزاء عدم كفاية سياسات الاتحاد الأوروبي الزراعية، مشيرين إلى المخاوف بشأن تدابير الاستدامة، والعقبات البيروقراطية، والتوزيع غير العادل للإعانات لصالح الشركات الكبيرة.

 يواجه القطاع الزراعي تصاعد تكاليف الإنتاج المقترنة بتأثير ظروف الجفاف الشديدة، مما يؤدي إلى تفاقم الضغوط المالية على المزارعين وتهديد سبل العيش.

https://www.youtube.com/watch?si=GKVQ-gdugH6IAdQs&v=uSvu2flcXfk&feature=youtu.be

 أدى الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى سلسلة من ردود الفعل، مما أثر على العلاقات التجارية وأسعار الطاقة، مما أدى إلى زيادة زعزعة استقرار السوق الزراعية والمساهمة في مشاكل المزارعين.

كانت الجهود التي بذلها الاتحاد الأوروبي من أجل ممارسات زراعية أكثر مراعاة للبيئة، رغم كونها ضرورية لمكافحة تغير المناخ، سبباً في إثارة المخاوف بين المزارعين الذين يخشون انخفاض القدرة التنافسية في مواجهة المناطق التي تفرض قواعد تنظيمية أقل صرامة.

استجابة الاتحاد الأوروبي وآراء الخبراء

قدمت المفوضية الأوروبية تنازلات استجابة لمطالب المزارعين، مما أدى إلى تأخير بعض اللوائح الخضراء وإلغاء خطط لخفض استخدام المبيدات الحشرية إلى النصف. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذه التدابير غير كافية لمعالجة القضايا النظامية.

الحالية، مع التأكيد على الحاجة إلى نهج متوازن يأخذ في الاعتبار الاستدامة البيئية والجدوى الاقتصادية للمزارعين.

تطرح انتخابات الاتحاد الأوروبي القادمة والديناميكيات الجيوسياسية المتطورة تحديات وفرصًا للإصلاحات الزراعية. إن إيجاد حل مستدام يوفق بين الضرورات البيئية واحتياجات المزارعين يظل أمراً حتمياً بالنسبة للقطاع الزراعي في الاتحاد الأوروبي ومكانته الدولية.

https://www.youtube.com/watch?si=qENPbWLIckc2Y0Li&v=S741l8dOy7U&feature=youtu.be

تؤكد الاحتجاجات المستمرة بسبب الجرارات في أسبانيا ومختلف أنحاء أوروبا على الحاجة الملحة إلى إجراء إصلاحات شاملة في السياسات الزراعية في الاتحاد الأوروبي. وفي حين تشير الامتيازات الأخيرة إلى الاستعداد لمعالجة مظالم المزارعين، فإن القضايا النظامية الأعمق تتطلب حواراً مستداماً واتخاذ تدابير استباقية لضمان قدرة الزراعة الأوروبية على البقاء على المدى الطويل وسط التحديات الجيوسياسية والبيئية الناشئة.