الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيارة تاريخية.. سر لقاء أردوغان بالسيسي غدا

العلاقات المصرية
العلاقات المصرية التركية

يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة للقاهرة غدًا الأربعاء، هي الأولى منذ نحو 12 عامًا، ما يشير إلى كسر الجمود في العلاقات بين البلدين وانتقالها إلى مرحلة جديدة من التعاون، وهو ما تناولته الصحف التركية بشكل موسع وإيجابي، إذ رأت أن تلك الزيارة تدر إيجابيات عديدة بين البلدين بجانب التطرق إلى القضية الفلسطينية. 

وتعد هذه الزيارة، كما أكدت عليها التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية هاكان فيدان، مؤشرا على التقدم الكبير المحرز في عملية التطبيع بين البلدين. 

زيارة أردوغان للقاهرة

وتشير هذه التطورات إلى اتجاه نحو تعاون جديد بدلًا من ديناميكيات العلاقات المختلفة التي ميزت الربيع العربي. 

وكان النهج الذي اتبعته تركيا تجاه الربيع العربي هو التكيف مع الحركات الاجتماعية الصاعدة في العالم العربي ودعمها، وهو ما يعكس خيارًا سياسيًا استراتيجيًا متأثرًا بالقيم الأخلاقية والعوامل النفسية. 

وعلى الرغم من أن هذه المقارنة مضللة بسبب العلاقات السياسية والاجتماعية والخارجية الفريدة لكل دولة عربية، إلا أن النخبة الحاكمة التركية رأت أوجه تشابه بين صراعاتها على السلطة وطموحات الشوارع العربية.

لقد مثل الربيع العربي لحظة محورية في السياسة الخارجية التركية، مما يشير إلى الابتعاد عن الأساليب التقليدية والمواءمة المحتملة مع التحولات الاجتماعية في المنطقة. 

وكانت هذه الفترة ذات قيمة خاصة بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، الذي ناضل ضد النخب والمؤسسات الراسخة في تركيا ورأى فرصة في التطورات الإقليمية. 

مع دخول العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، سعى صناع السياسة الأتراك إلى إصلاح الانقسامات السابقة من خلال الاعتراف بالحدود الطبيعية لنفوذهم في الشرق الأوسط والسعي إلى شراكات جديدة. يشير هذا التغيير في سياسة تركيا في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي إلى اتجاه جديد مع انخفاض التوترات الداخلية. 

وتظل المنطقة مهمة بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الأمنية التي تركز على سوريا والعراق وزيادة التعاون في مجال الصناعات الدفاعية مع دول الشرق الأوسط. 

وكانت أعلنت الرئاسة التركية قبل يومين، أن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وتعليقا على ذلك، وصف الكاتب والباحث السياسي التركي، الدكتور طه عوده أوغلو، الزيارة بـ"التاريخية"، قائلا إنها "تشكل بداية لمرحلة جديدة من التحالف الاستراتيجي بين البلدين، ومقدمة ولبنة أساسية لعمل وتحالف تركي مصري بشأن الملفات السياسية خلال المرحلة المقبلة".

وأكد أوغلو أن "الهدف الأساسي من الزيارة هو تنسيق المواقف بين البلدين، والعمل سويا على مواجهة التحديات بشكل كبير، خاصة في ظل الملفات المعقدة والشائكة في المنطقة، وعلى وجه الخصوص الوضع حاليا في قطاع غزة".

وأشار إلى أن الجانب الاقتصادي سيكون حاضرا بقوة خلال الزيارة عبر العمل على تعزيز التبادل التجاري، موضحا في الوقت ذاته أن السياسة ستتقدم بشكل كبير في ظل تزاحم الملفات المشتركة ما بين تركيا ومصر وخاصة الملف الفلسطيني والحرب في قطاع غزة الحاضر حاليا بقوة على الساحة الدولية والعربية.

العلاقات المصرية التركية

وقال "هناك كذلك ملفات أخرى هامة بالنسبة للدولتين، مثل سوريا والعراق والملف الليبي الذي يعد ملفا في غاية الأهمية بالنسبة للدولتين، حيث سيكون للزيارة تأثيرها الإيجابي في التوصل لتفاهمات بشأن حل الخلافات الليبية – الليبية، والتنسيق مع المكونات الليبية للتجهيز والاستعداد للانتخابات الليبية القادمة".

وأضاف "بدت ملامح تقارب تركي مصري تتضح بشأن الملف الليبي في ظل التصريحات الأخيرة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهى التصريحات التي أثارت حالة من التفاؤل في الكثير من الأوساط بشأن التوصل إلى تسوية تنهي الانقسامات في ليبيا".

وكانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير/شباط عام 2013، فيما كانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة وقت أن كان رئيساً للوزراء في نوفمبر الثاني 2012.

وتسارعت وتيرة العودة إلى الوضع الدبلوماسي الطبيعي بين أنقرة والقاهرة بعدما تصافح الرئيس المصري، ونظيره التركي في الدوحة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم نوفمبر الثاني عام 2022.

كما أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عقب زلزال فبراير الماضي أعرب خلاله عن تضامن مصر مع تركيا في مصابها الأليم.

وعقب الزلزال تبادل وزيرا خارجية البلدين سامح شكري، ووقتها مولود جاويش أوغلو الزيارات، ولعب التضامن المصري مع تركيا الذي شمل إرسال مساعدات دورا كبيرا في دفع عملية التقارب قدما إلى الأمام.

وفي شهر يوليو الماضي، قرر البلدان عودة سفرائهما إلى القاهرة وأنقرة، كما جمعت اتصالات هاتفية بين السيسي وأردوغان لبحث الحرب الحالية في غزة.