الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من سجن العزلة إلى نور الحياة.. رنا ومؤمن قصة حب تتحدى التنمر|فيديو

رنا ومؤمن
رنا ومؤمن

بعيون يغمرها الأمان ووجه مشرق بالابتسامات، تنظر "رنا" - شابة عشرينية من قصار القامة-  إلى خطيبها مؤمن لينسجا أجمل قصة حب كسرت تفاصيلها كافة القيود الاجتماعية ووأدت سبل التنمر نحو "رنا".

لم يكن حاجز الطول عائقاً بالنسبة لـ "مؤمن" القاطن بمحافظة طنطا، ليقع في حب خطيبته "رنا" القاطنة بمحافظة المنوفية، التي عاشت سنوات من العزلة بسبب التنمر لكونها من قصار القامة، ليصبح الشاب العشريني بارقة الأمل التي تشبثت بها "رنا" لتخرج من ظلمة التنمر إلى نور الحياة، وتتخطى أوجاعها وتستعيد ثقتها بنفسها لتصير بلوجر شهيرة يتهافت نحوها محبوها لالتقاط الصور معها.

قصار القامة بمصر

تقدر نسبة قصار القامة بمصر بنحو يزيد على 200 ألف شخص بحسب التقديرات الدولية، ويعاني اغلبهم من التنمر  والإيذاء النفسي أو الجسدي في بعض المدن والمحافظات، ويضطر أغلبهم إلى الزواج من بعضهم البعض لعدم تقبل الاشخاص الطبيعيين الزواج منهم لتخوفات عديدة تتمثل في إنجاب أطفال من قصار القامة مثلهم او نظرة المجتمع لهم.   

تنمر وسجن من العزلة

قبل أن تلتقي "رنا" محبوبها "مؤمن" كانت تعيش في سجن العزلة، وتتجنب التعامل مع أي فرد خارج أسرتها، وتسد أذنيها وتغض بصرها نحو من يتنمرون عليها لكونها من قصار القامة، وتظل حبيسة غرفتها تبكي على وسادتها، مما تلقى من نظرات أو كلمات موجعة تواجهها بشكل يومي، بحسب وصف “رنا” لموقع "صدى البلد" .

"مؤمن هو اللي أنقذني وخرجني من سجني للنور عشان كده حبيته".. كلمات تصف مشاعر"رنا"، نحو خطيبها "مؤمن" الذي لم يدخر جهداً في أن يعيد ثقة "رنا" بنفسها بفضل تشجيعه لها ودعمها بكل الطرق لتصبح ما هي عليه الآن.

فتيل الحب بين مؤمن ورنا

 بدأت قصة حب "رنا" و "مؤمن" حين التقيا بأحد النوادي الرياضية، من قبيل الصدفة لتجذبهما مشاعر الحب خلال فترة وجيزة من تعارفهما، ليبوح مؤمن بحبه لـ "رنا"، ويطلب خطبتها في خطوة لم تتوقعها الشابة العشرينية، لتتغير بعدها حياتها بالكامل.

"أنا حبيت في رنا طيبتها وحنيتها وذكاءها ومفرقش ابدا معايا فكرة الطول، بالعكس انا شايفها طبيعية جدا و مايعيبهاش حاجة".. كلمات رددها "مؤمن" موجهاً أنظاره نحو خطيبته "رنا" التي ارتسمت على وجهها ابتسامة حافلة بالخجل، حاملة الحب والامتنان على مواقف "مؤمن" الرجولية نحوها ليكون نصيبها الجميل بالحياة وعوضها بعد سنوات من المعاناة وانعدام الثقة بنفسها.

حواجز وخوف

كان يتملك "رنا" احساس بالخوف الدائم حول تخلي "مؤمن" عنها في حال رضوخه لكلام من حوله  أو لتغيير نظرته لها في يوم من الأيام، ولكن الوقت أثبت عكس ذلك ليكشف عن مدى تمسكه بها " أكتر حاجة كانت بتزعلني من رنا انها تفكر اني ممكن أسيبها بسبب كلام الناس ونظراتهم، انا شايفها احلى واحدة في الدنيا".

كسر "مؤمن" حواجز الخوف بداخل خطيبته "رنا" وشجعها على ممارسة الرياضة لتبات بطلة بألعاب القوى على مستوى الجمهورية، وتحقق حلم حياتها لتكون بلوجر في عالم الأزياء الخاصة لقصار القامة..  "مؤمن شجعني ألعب رياضة وأعيش حياتي بشكل طبيعي لحد ما بقيت بطلة وبلوجر مشهور على السوشيال واكتشفت حب الناس لي".

من العزلة للشهرة 

لم تتوقع "رنا" فور ظهورها بالسوشيال ميديا خاصة عبر انستجرام وتيك توك أن تلقى هذا الكم الهائل من المعجبين والمتابعين لمحتواها خاصة في عالم الأزياء، ولكن المفاجأة كانت حين اطلقت فيديو ليوم خطبتها لـ "مؤمن" "مكنتش أتوقع ان فيديو الخطوبة يوصل لحوالي 40 مليون مشاهدة وأبقى مشهورة ومعروفة كده على السوشيال ميديا، وده بفضل مؤمن وتشجيعه خلاني واثقة في نفسي وأحقق اللي كنت بحلم به".

لم تعد "رنا" تخاف من نظرات الناس وكلامهم بل باتت أكثر جرأة في مواجهة المجتمع، ولم تعد تنزوي بغرفتها في عزلة كما كانت تعيش بالسابق، لتنقلب حياتها رأساً على عقب وتصبح من المشاهير الذين يهرع إليهم المعجبون لالتقاط الصور معهم.

رسالة لقصيرات القامة 

" ماتخافيش وعيشي حياتك انتي طبيعية زيك زي أي حد مش معنى انك من قصار القامة يبقى تعزلي نفسك و تستسلمي للتنمر ، قومي وانجحي واثبتي وجودك في الدنيا".. رسالة أخيرة وجهتها رنا لقصيرات القامة اللاتي يعانين من التنمر وينزوين بعيداً عن الناس والحياة، لتشجعهن على تجاوز  حدود العزلة ويقمن بالاندماج في المجتمع دون خوف.