العشر الأوائل من ذي الحجة تتضاعف فيها الحسنات وسط النفحات الإيمانية، فهي أيام عظّم الله شأنها وأقسم بها في كتابه الكريم في قوله سبحانه وتعالى: "وليالٍ عشر"، وفي هذه الأيام المباركة، يُستحب الإكثار من الذكر والتسبيح والتهليل في العشر من ذي الحجة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من فضلها، فهي من أعظم الأيام التي يُضاعف فيها الأجر وتُرفع فيها الدرجات.
أذكار العشر الأوائل من ذي الحجة
وتُعد أذكار العشر الأوائل من ذي الحجة من أسهل العبادات وأعظمها أجرًا، إذ لا تحتاج إلى وقت أو جهد، وقد سنّ النبي صلى الله عليه وسلم فيها الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، فقال: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".
من الأذكار التي يجب للمسلمين أن يُداوموا على قولها في العشر من ذي الحجة هي ما أوصى به النبي على النحو التالي:
- قول لا إله إلا الله
التّهليل وهو قول "لا إله إلا الله" وهو شهادة الإسلام وفضلها عظيم كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه".
- قول الله أكبر
التكبير وهو إجلال العبد لربه وأنه وحده من يستحق التعظيم والتبجيل، حيث ورد عنِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: "أنه كان يكبِّرُ مِن غَداةِ عرفةَ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ، وكان لا يكبِّرُ في المغربِ، وكان تكبيرُه: اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدانا".
- قول الحمد لله
التحميد من أفضل الأذكار في السراء، وأيضا الضراء فهو يدل على قوة الإيمان وتكرار الحمد لله يوميا من الأمور الحسنة التي يحرص على فعلها المسلمون.
وكانت هذه أبرز الأذكار التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ، فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ".
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوبة
ورد من فضل العشر الأوائل من ذي الحجة مكتوبة ، أنها تعد من مواسم الطّاعة العظيمة، التي فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر أيام العام، حيث إن من فضل العشر من ذي الحجة أن ثواب الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة مضاعف عنها في باقي أيام العام.
وجاء في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وأبو داود في سننه-واللَّفظ له- عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيَّامِ» يعني: أيَّامَ العَشْر. قالوا: يا رسولَ اللهِ! ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ؟! قال: «ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ؛ إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله، فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ».
فضل العشر من ذي الحجة
ورد عن فضل عشر ذي الحجة هي الأيام التي تجتمع فيها أمهات العبادات بما لا يجتمع في غيرها من أيام السنة، وهذه الأيام يجتمع فيها الصلاة والصيام والحج والصدقة والبر وفيها ألوان من الطاعات والأعمال الصالحة.
فضل عشر ذي الحجة ،ويكفي هذه الأيام شهادة الرسول لها بأنها أحب الأيام إلى الله وأن العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى فيقول النبي "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر".
تعتبر أفضل الأيام في العام حيث أقسم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْر»، وقال جمهور العلماء إن الليالي العشر المقصود بها الأيام الأول من شهر ذي الحجة، كما أن فضل عشر ذي الحجة يفوق العشر الأواخر من شهر رمضان لعدة أسباب من ضمنها اكتمال العبادات ويستطيع المسلم أن يؤديها مجتمعة إذا تيسير له الحج كما أنها تضم أفضل يوم طلعت عليه الشمس هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة يوم وقفة عرفات.