قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن الآية الكريمة: "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم، فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"، تكشف عن لفتة قرآنية بليغة في التعبير عن التجارة بأنها "فضل من الله"، لتغرس في وجدان المؤمن أن الرزق لا يأتي فقط بالكسب أو الذكاء أو المهارة، بل هو منحة إلهية محضة، يسوقها الله لعباده بقدر، مشيرًا إلى أن اختيار لفظ "فضل" بدلًا من "تجارة" ليس مجرد بلاغة لغوية، بل تأديب إلهي رفيع.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أن القرآن لم يمنع السعي في طلب الرزق أثناء موسم الحج، بل فتح الباب واسعًا حتى لمن لا يملك مالًا، ليعمل ويؤجر نفسه، فيكسب رزقه بالحلال ويؤدي مناسكه، وهذا ما تشير إليه الآية بعمقها في قوله تعالى: "فضلًا من ربكم"، فالفضل أوسع من أن يُحصر في البيع والشراء.
وحول مشهد الوقوف بعرفات، أوضح رئيس جامعة الأزهر أن القرآن ركّز على لحظة الإفاضة من عرفات، ولم يذكر لحظة الصعود إليها رغم عظمتها، لأن الناس يفدون إلى عرفات في أوقات متفرقة، أما الإفاضة فتكون جماعية عند غروب الشمس، وفي هذا المشهد ما يرمز إلى مشهد الحشر يوم القيامة، حيث ينساب الحجيج في جموع موحدة كما ينسل البشر من قبورهم في يوم البعث.