قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ثورة يونيو.. اكتشافات ومعارض دولية وإنجازات متعددة في قطاع الآثار

آثار
آثار

شهد قطاع الآثار ، منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، نقلة نوعية وتحولًا كبيرًا، لم يقتصر فقط على استئناف عجلة العمل في المواقع الأثرية، بل امتد ليشمل إنجازات متعددة وغير مسبوقة. فخلال هذه الفترة، لم تكتفِ الدولة المصرية بمواصلة الاكتشافات الأثرية التي أذهلت العالم، بل عملت بجد على تنظيم معارض دولية كبرى جابت عواصم العالم، لتُعيد البريق للحضارة المصرية القديمة وتُبرز مكانتها على الساحة الثقافية العالمية.

كما شهدت وزارة السياحة والآثار نشاطا مكثفا خلال السنوات الماضية، وهو ما يعكس اهتمام القيادة السياسية بشكل كبير بهذا القطاع الحيوي، وحققت الوزارة سلسلة من الاكتشافات الأثرية المهمة، ومشروعات تطوير شاملة للمواقع والمتاحف، فضلاً عن جهود لاسترداد الآثار المهربة وتعزيز التوعية المجتمعية بالتراث الوطني.

 اكتشافات تعيد رسم خريطة التاريخ

أبرز ما تحقق على صعيد التنقيب الأثري، كان اكتشاف ثلاث مقابر فرعونية جديدة في منطقة دير أبو النجا بالأقصر، تعود لعصور الدولة الحديثة، أبرزها مقبرة الكاهن "أمون-إم-إيبِت" ومقبرة "بكي"، ما يعكس ثراء المنطقة بالمدافن الملكية والإدارية، كما تم الإعلان عن اكتشاف أثري استثنائي يُعد الأول من نوعه منذ قرن، تمثل في مقبرة يُرجّح أنها للملك تحتمس الثاني، من الأسرة الثامنة عشر، لتعيد الأنظار مجددًا إلى وادي الملوك.

ذكرى ثورة 30 يونيو

وفي الكرنك، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على مجموعة من الخواتم الذهبية من الأسرة السادسة والعشرين، ضمن تعاون مصري - فرنسي. 
بينما كشفت بعثة مشتركة في شمال دلتا النيل عن بقايا مدينة أثرية ومعبد للإلهة "وذجت"، يعودان للعصور الفرعونية المبكرة.

المتحف المصري الكبير 

استمر العمل في مشروع المتحف المصري الكبير، حيث تم تشغيل 12 قاعة جديدة أمام الزوار ضمن المرحلة التجريبية، وفاز المشروع بجائزة "فيرساي" كأحد أجمل سبعة متاحف افتُتحت حديثًا عالميًا، كما نال جائزة (FIDIC) العالمية نظير اتباعه أعلى معايير الإنشاءات. 

ومن المقرر افتتاح القاعات الكبرى، بما فيها قاعة الملك توت عنخ آمون، في الربع الأخير من عام 2025.

وكان مقررا أن يتم افتتاح المتحف في 3 يوليو المقبل، لكن التطورات التي شهدتها المنطقة والتطورات الإقليمية أدت إلى إعلان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الإعلان عن تأجيل افتتاح المتحف إلى الربع الأخير من العام الجاري.

حماية الآثار وتطوير البنية التحتية

عملت الوزارة على تحديث وتطوير عشرات المواقع الأثرية، بما يشمل تفعيل المسارات المخصصة لذوي الإعاقة، وتثبيت شاشات إرشاد وكاميرات مراقبة، إضافة إلى تركيب لافتات بلغة برايل واللغة الصينية، ومن أبرز المواقع التي شملتها أعمال التحديث: أهرامات الجيزة، معبد كوم أمبو، متحف التحرير، وقلعة قايتباي.

وفي إطار التحول الرقمي، جرى تفعيل منظومة الدفع الإلكتروني للتذاكر في أكثر من 107 مواقع أثرية ومتاحف، بنسبة استخدام تجاوزت نسبة الـ 99%.

استرداد آثار وتعزيز التعاون الدولي


على صعيد مكافحة تهريب الآثار، أعلنت الوزارة عن إحباط تهريب 357 قطعة أثرية واستعادة 60 قطعة من المملكة المتحدة، فضلاً عن استرجاع رأس تمثال رمسيس الثاني من سويسرا.

كما تم توقيع اتفاقيات مع جهات دولية، مثل التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID) والمركز الأمريكي للأبحاث (ARCE)، لتوثيق القطع وعمل نظام معلوماتي متقدم للمتحف المصري بالتحرير.

توعية مجتمعية وفعاليات ثقافية

أطلقت الوزارة عدة حملات مجتمعية لنشر الوعي الأثري في المدارس والجامعات تحت شعار "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وشهدت المتاحف تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية، كما احتضن متحف الحضارة فعاليات مشروع "شجر الدر" الفني لتعزيز التواصل الثقافي.

نقلة نوعية في الإدارة الأثرية

بهذا الزخم من الإنجازات، رسّخت وزارة السياحة والآثار موقعها كأحد أكثر القطاعات الحكومية ديناميكية في التعامل مع التراث، سواء من حيث الحماية، والعرض، أو التفاعل المجتمعي والدولي. 

وتبدو المؤشرات إيجابية لمزيد من المكتشفات والافتتاحات خلال العام المقبل، في ظل استراتيجية واضحة تعيد تقديم الحضارة المصرية للعالم بأسلوب حديث يحترم الأصول ويواكب التطورات.

معرض "رمسيس وذهب الفراعنة": رحلة أثرية تسوّق السياحة

برز المعرض المؤقت "رمسيس وذهب الفراعنة" كأحد أبرز أدوات التسويق الثقافي، حيث جاب 6 محطات عالمية بدءًا من هيوستن (2021)، ثم سان فرانسيسكو (2022)، باريس (2023)، سيدني (2023)، كولون بألمانيا (من يوليو 2024 حتى يناير 2025)، ووصل محطة جديدة في طوكيو في مارس الماضي، ويستمر بها حتى سبتمبر القادم. 

ويضم المعرض 180 قطعة أثرية، منها تابوت رمزي للملك رمسيس الثاني من المتحف القومي للحضارة، ومجموعة نادرة من تماثيل وحلي وعناصر ثقافية تعكس مراحل من الدولة الوسطى حتى المتأخرة، ومن مقتنيات البعثة بسقارة ومتحف التحرير، وحظى بإقبال واسع في كل محطاته وحقّق عائدات إجمالية تقارب الـ 15 مليون دولار عبر الرحلة بأمريكا وأوروبا.