يستمر الجدل في الصحافة الإنجليزية حول وضع محمد صلاح داخل ليفربول، بعد تراجع مستواه مقارنة بالمواسم الماضية، وتزايد مرات جلوسه على دكة البدلاء، الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول قرارات المدير الفني آرني سلوت وكيفية تعامله مع النجم المصري.
وشهدت مواجهة ليفربول أمام وست هام، التي انتهت بفوز الريدز بهدفين دون رد، استمرار بقاء صلاح خارج التشكيل الأساسي. هذا القرار كان محور تقرير صحفي جديد تناول تأثير استبعاد اللاعب ومدى صوابه في ظل الظروف الحالية.
وركّز التقرير على تصريحات سابقة لجيمي كاراجر، التي أشار فيها إلى أن صلاح عادة لا يخرج للحديث إلا عند الفوز بجائزة فردية أو عند مناقشة تجديد العقد، موضحًا أن اللاعب لم يعد في دائرة الاهتمام كما كان من قبل.
وأضاف التحليل أن صلاح لم يكن راضيًا عن قرار جلوسه بديلاً، ومن الطبيعي أن يشعر بأن الانتقادات الموجهة إليه كانت مبالغًا فيها، رغم الإقرار بأن مستواه هذا الموسم لم يكن في أفضل حالاته.
وأوضح التقرير أن الأزمة لا تتعلق بصلاح وحده، بل بانخفاض أداء الفريق بالكامل منذ بداية الموسم، مستشهدًا بمعاناة عناصر أخرى بارزة مثل إيزاك وفلوريان فيرتز رغم الإشادة بأدائهما الأخير أمام وست هام.
ورغم أن أرقام صلاح أقل من المعتاد، إلا أنه كان اللاعب الأكثر خطورة في خسارة ليفربول أمام نوتنجهام فورست، لكن هبوط مستواه أمام آيندهوفن، وتحديدًا عدم عودته للمساندة الدفاعية قبل الهدف الثاني، كان لحظة فاصلة دفعت سلوت لاتخاذ قرار الإبقاء عليه خارج التشكيل.
وبعد التحسن النسبي لأداء الفريق أمام وست هام، أصبح من غير الواضح ما إذا كان صلاح سيعود للتشكيل الأساسي في المباراة المقبلة أمام سندرلاند، رغم تأكيد سلوت أن اللاعب ما زال جزءًا مهمًا من مشروعه الرياضي.
وأشار التقرير إلى أن صلاح بدا أخيرًا وكأنه لاعب يحتاج إلى فترة راحة حقيقية، ليس بسبب ضغط مباريات الموسم الحالي فقط، بل نتيجة مسيرة ممتدة خاض خلالها 419 مباراة مع ليفربول خلال ثمانية مواسم، إضافة إلى 109 مباريات بقميص منتخب مصر. وأبرز التقرير قوة صلاح البدنية، إذ لم يغب إلا عن 38 مباراة فقط طوال مسيرته مع النادي بسبب الإصابة أو المرض، ثلاثة منها بسبب فيروس كورونا.
ومع اقتراب عودته من مشاركة محتملة مع منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الإفريقية، بات التحدي الأكبر أمام سلوت هو كيفية إدارة دقائق صلاح والحفاظ على جاهزيته في النصف الثاني من الموسم، خاصة مع تقلّص فرص المنافسة على لقب الدوري ورغبة الجهاز الفني في تجنب أخطاء عدم التدوير التي كلفت الفريق الكثير في المواسم السابقة.
واختُتم التقرير بالتأكيد على أن المرحلة الأكثر حساسية لصلاح هذا الموسم ستكون في دوري أبطال أوروبا، وأن غياب لاعب بقيمته عن الواجهة لن يستمر طويلًا، في وقت ينتظر فيه الجميع رد فعله خلال الفترة المقبلة.

