أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصدد الدخول في مفاوضات مع حركة حماس بشأن استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في خطوة تأتي بالتوازي مع جهود أمريكية أوسع لإرساء وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.
وجاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من كشف مصادر صحفية عن أن واشنطن تبذل جهودًا حثيثة لإقناع الحكومة الإسرائيلية بقبول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع حماس، عقب الهدنة التي أنهت مؤخرًا الحرب بين إيران وإسرائيل.
وبحسب مجلة "نيوزويك"، فإن ترامب يسعى إلى استثمار هذا الظرف الإقليمي للدفع نحو تسوية نهائية تشمل غزة، وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن "الرئيس يبذل جهداً كبيراً لإقناع الإسرائيليين بأن الوقت مناسب، بعد أن انتهوا من قضية إيران".
انتقاد حاد لمحاكمة نتنياهو
وفي سياق متصل، شن ترامب هجوماً لاذعاً على الإجراءات القضائية الجارية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، معتبراً أنها تمثل تهديداً مباشراً لجهود إحلال الاستقرار في المنطقة. وكتب على منصته "تروث سوشال": "تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات سنوياً، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها. لن نتسامح مع هذا".
ووصف ترامب محاكمة نتنياهو، التي تتضمن اتهامات بالفساد واستغلال المنصب، بأنها "مهزلة"، مشيراً إلى أن استمرارها يتعارض مع المصالح السياسية والأمنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل المفاوضات الحساسة مع إيران وحماس. وأشار الرئيس الأمريكي السابق إلى أن الأولوية يجب أن تكون الآن لإتمام اتفاق الرهائن وترتيبات وقف إطلاق النار في غزة، وليس لإضعاف القيادة الإسرائيلية.
نحو تهدئة ممتدة في غزة
وتعكس تصريحات ترامب رغبة أمريكية واضحة في تمديد التهدئة الحالية التي أوقفت العمليات القتالية بين إسرائيل وحماس، والتي أعقبت صراعاً دموياً بين إيران وإسرائيل استمر 12 يوماً. وتشير تقارير إعلامية إلى أن مقترحات واشنطن تتضمن هدنة لمدة 60 يوماً قابلة للتمديد، في مقابل ترتيب للإفراج التدريجي عن الرهائن وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة، إذا تمت، قد تشكل بداية لمرحلة جديدة من التفاوض الإقليمي، تشمل إعادة هيكلة العلاقات بين إسرائيل وحماس، وفتح المجال أمام ترتيبات دولية أوسع تتعلق بإعادة إعمار غزة وإدماجها في ترتيبات أمنية واقتصادية جديدة، خصوصاً بعد تراجع حدة التوتر الإيراني-الإسرائيلي.