عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، احتفالية علمية كبرى بالجامع الأزهر بمناسبة ختم شرح كتاب «علل الترمذي» للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، والذي تولى شرحه وإجازته الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، على مدار عامين كاملين، وسط حضور علمي رفيع ضمّ نخبة من علماء الأزهر وطلابه من مختلف دول العالم، في مشهد يعكس استمرارية المدرسة الأزهرية في خدمة السنة النبوية وإحياء تقاليد المجالس العلمية.
وأكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ختم شرح كتاب «علل الترمذي» يمثل مناسبة علمية بالغة الأهمية، تُجسّد عناية الأزهر الشريف بعلوم الحديث النبوي، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يُعد من أبرز المراجع المعتمدة في نقد الروايات وكشف عللها الخفية.
ونوّه بأن هذا العمل لم يكن مجرد دروس تلقى، بل هو مشروع علمي متكامل، شارك فيه طلاب علم متميزون من شتى البلدان، تلقّوا على يد الدكتور أحمد معبد علوم العلل والرواية والدراية، مؤكدًا أن استمرار هذه المجالس العلمية في الجامع الأزهر يثبت أن الأزهر لا يزال حصنًا حصينًا للفهم الصحيح للدين، وميدانًا نابضًا بالتحقيق والتدقيق.
من جانبه، وصف فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، الأزهر الشريف بأنه "هبة من الله وسنة كونية"، ومقصد للعلماء وطلاب العلم من أنحاء العالم، مشددًا على أن الأزهر ليس مؤسسة تعليمية فحسب، بل منارة حضارية تحتضن علوم الشريعة واللغة والإنسان.
وأوضح أن علم الحديث يُعد من أعظم مفاخر الأمة الإسلامية، لما فيه من منهج نقدي فريد يُميز الصحيح من السقيم، مشيرًا إلى أن ختم شرح "علل الترمذي" يُجسّد عراقة المدرسة الأزهرية وحرصها على صيانة السنة النبوية، ويُعد تتويجًا لمسيرة علمية أصيلة.
من جانبه، أعرب أ.د أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، عن سعادته بختم هذا الكتاب القيم، مبينًا أن «علل الترمذي» ينبثق من علم هو صفوة الصفوة، نشأ في حضن الأزهر بتواضع وإخلاص، مشددًا على أن الإخلاص هو سرّ ظهور الأعمال الصالحة.
وقدّم الإجازة لشرح الكتاب بجميع مروياته عن شيوخه، منوّهًا بأن هذا الشرح ليس غريبًا عن مناهج الأزهر، بل سبق أن كان موضوعًا لرسالة جامعية نوقشت على يد كبار العلماء، من بينهم الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الأسبق، والدكتور موسى شاهين لاشين.
وقد شهدت الاحتفالية حضورًا علميًا مميزًا، ضم فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر،، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأساتذة الجامعة، وطلاب العلم، في أجواء علمية جسدت تواصل الأجيال والانتماء العميق لتراث الأمة الحديثي، وسط إشادة واسعة بالدور الحضاري الذي يضطلع به الأزهر في حفظ علوم السنة النبوية، ونقلها إلى الأجيال بمنهجية راسخة وروح متجددة.