أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن العبرة في الصدقة ليست في الكم والكثرة، ولكن في الإخلاص والصدق ونقاء المصدر، مشددًا على أن حسابات الله تختلف تمامًا عن حسابات البشر، وأن الله لا يقبل من المال إلا ما كان طيبًا وحلالًا.
وقال الدكتور هاني تمام، خلال تصريح تليفزيوني، إن بعض الناس يظنون أن "الصدقة الكثيرة هي الأجدى بالثواب حتى وإن كان المال فيه شبهة أو غير طيب"، مؤكدًا أن هذه نظرة خاطئة لأن الله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبًا. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، والله لا يقبل إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".
وأوضح أن النبي ﷺ شبّه أثر الصدقة القليلة الطيبة كأنها فرس صغير يُربى حتى يصير كبيرًا، فهكذا يُربي الله عز وجل الصدقة القليلة المخلصة حتى تتحول يوم القيامة إلى جبل من الحسنات، فيندهش العبد ويسأل: من أين جاء هذا الجبل؟ فيُقال له: هذه التمرة التي تصدقت بها بصدق وإخلاص.
وأضاف أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت إذا أرادت أن تتصدق بمال، كانت تطيّبه بالعطر قبل إخراجه، وحين سُئلت عن ذلك قالت: "إن هذا المال يقع في يد الله قبل أن يقع في يد الفقير".
وتابع: "عايز تتصدق وتكسب الثواب الكبير، اجعل صدقتك من مال حلال، وأخرجها وأنت محبٌّ لها، مخلص فيها، صادق النية أن تكون لله وحده"، مؤكدًا أن النية الصافية والمال الطيب هما ما يجعل الصدقة تنمو وتتضاعف عند الله.