في زمن لم يعد فيه الأبطال الخارقون مجرد شخصيات خيالية، يأتي فيلم "سوبرمان: الإرث" ليطرح سؤالاً جريئاً تجاوز شاشة السينما: هل أصبح الرجل الفولاذي مدافعاً عن فلسطين؟
هكذا وجد الجمهور نفسه أمام قصة تخترق الواقع دون تصريح، لتضع سوبرمان في قلب حرب تشبه ما يحدث في غزة، وتحول البطل الأشهر في العالم إلى رمز جديد للمقاومة في أعين كثيرين.
تدور أحداث الفيلم حول حرب بين دولتين خياليتين: الأولى متحالفة مع المصالح الأمريكية، وهي بورافيا، والثانية دولة غنية ثقافياً ولكنها تعاني من نقص الموارد وتواجه القصف والاحتلال، وهي جارهانبور. وفي مفاجأة صادمة داخل أحداث الفيلم، يتدخل سوبرمان - لا لإنقاذ الدولة الأقوى - بل لحماية المدنيين في جارهانبور، رغم الضغط السياسي واتهامه بالخيانة من قبل واشنطن والمؤسسات العالمية.
المثير أن المشاهدين لم يتعاملوا مع "بورافيا" و"جارهانبور" كدول خيالية، بل رأى كثيرون أن الأولى تمثل إسرائيل، والثانية ترمز لفلسطين وغزة المحاصرة. صور اللاجئين، المشاهد الصحراوية المحاصرة، والخطاب العسكري الذي يحذر من "الخطر الداخلي"، كلها رموز دفعت الجمهور لرؤية غزة في جارهانبور.
من جانبه، أكد مخرج الفيلم، جيمس جان، أن الفيلم "يأمل في العدالة" لا أكثر ولا يوجد أي إسقاط سياسي، إلا أن المتابعين لم يقتنعوا، خاصة مع مشهد النهاية، حيث يرفع سكان جارهانبور علم سوبرمان امتناناً له، في مشهد رأى فيه البعض محاكاة لرفع العلم الفلسطيني في مسيرات العودة على حدود غزة.