حثنا الله سبحانه وتعالى على اللجوء إليه ودعائه في الشدة والرخاء، وأخبرنا أنه سبحانه قريب مجيب، وطلب منا أن نكون مخلصين له في الدعاء وأن ندعوه خوفا وطمعا، وتضرعا وخفية.
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على دعاء الرضا بالقضاء والقدر.
دعاء الرضا بالقضاء والقدر
من دعاء الرضا بالقضاء والقدر ما يلي:
اللهم يا من لطفه بخلقه شامل ، وبره بعبده واصل ، لا تخرجنا عن دائرة الألطاف وآمنا من كل ما نخاف ، وكن لنا بلطفك الخفي والظاهر ، يا باطن يا ظاهر يا لطيف ، نسألك وقاية اللطف في القضاء ، والتسليم مع السلامة عند نزوله والرضا.
اللهم اجعل صباحنا صباح الصالحين ، وارزقنا خير الصباح وخير المساء ، وخير القضاء وخير القدر ، ونعوذ بك من شر الصباح وشر المساء ، وشر القضاء وشر القدر .
اللهم إنك عفوٌ كريم تحب العفو فاعفُ عنا يا كريم، اللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .
اللهم باعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم إنا أصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فأتمم نعمتك علينا وسترك في الدنيا والأخرة ، اللهم إنا أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمد عبدك ورسولك ، اللهم أمنا بك فاستجب دعاءنا يا مجيب دعوة المضطرين .
دعاء جميل للمسلم
اللهم اجعل نُطقنا ذكرا ، وصمتنا فكرا ، ونظرنا عبرا ، ولا تجعلنا ممن أطال الأمل، وأساء العمل ، وأكثر الجدل ، واجعلنا ممن سمع الحكمة فوعى ، وسمع القرآن فدنا ، واتبع الصراط فنجا.
اللهم بخفي لطفك ، وبلطيف صنعك ، وبجميل سترك ، أدخلنا تحت كنفك ، وتشفعنا بنبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، واكفنا كل ذي شر في الدنيا والآخرة بفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم صلِّ صلاة جلال، وسلم سلام جمال، علي حضره حبيبك سيدنا محمد، واغشه اللهم بنورك، كما غشيته سحابه التجليات، فنظر الي وجهك الكريم، وبحقيقه الحقائق كلم مولاه العظيم، الذي أعاذه من كل سوء، اللهم فرج كربي كما وعدت (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) وعلى آله وصحبه.
تأثير الدعاء على القضاء والقدر
تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن مسألة تأثير الدعاء على القضاء والقدر، في إطار سؤال وُجّه إليه حول إمكانية تغيير قدر الله بالدعاء، خاصة فيما يتعلق بالدعاء لإبعاد المرض.
في إجابته، أكد جمعة أن القضاء ينقسم إلى نوعين: مبرم ومعلق.
وأوضح جمعة أن القضاء المبرم هو القضاء الذي لا يمكن تغييره أو التلاعب به، لأنه يتعلق بإرادة الله المطلقة التي لا يُسأل عنها، مشيرًا إلى قوله تعالى: "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ"، ومضيفًا أن الإنسان لا يملك حيلة أمام هذا النوع من القضاء، فهو جزء من حكمة الله الكاملة التي تشمل كل شيء.
أما القضاء المعلق، فأشار جمعة إلى أنه يمكن تغييره بالدعاء إذا كان مستوفيًا لشروطه، واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بين أن الدعاء المقبول عند الله يصعد إلى السماء ويغير من القضاء المعلق.
وأوضح أن من أبرز شروط قبول الدعاء أن يكون الإنسان قد أكل من الحلال، وهو أمر أكده العلماء على وجهين: الأول أن يكون ماله خاليًا من أي تصرف مالي محرم كالرشوة والغش، والثاني أن يكون مطعمه ومشربه خاليين من المحرمات كالميتة ولحم الخنزير أو الخمر.
وأضاف جمعة أن الدعاء إذا كان صادقًا ومقبولًا، فإنه يصعد من الأرض إلى السماء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ".
وأوضح أن الدعاء يقابل القضاء في صعوده، حيث يعتلجان (يتصارعان)، وعندما يُقبل الدعاء يغلب القضاء، فيغير الله ما شاء وفقًا لهذا الدعاء.