فتاوى وأحكام
ما حكم تأخير غسل الجنابة؟
هل يجب الفصل بين الفرض والسنة بتحرك أو انتقال؟
هل السب والشتم يحتاج إعادة الوضوء للصلاة؟
كيف يحصل المسلم على ثواب الهجرة النبوية العظيم؟
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى والأحكام التى تشغل بال كثير من الناس نستعرض أبرزها فى التقرير التالى.
ما حكم تأخير غسل الجنابة؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم تأخير غسل الجنابة؟ فقد اضطررت في أحد الأيام إلى الخروج من البيت وأنا جُنب، فسألت أحد أصدقائي؛ لعله يكون قد سمع في ذلك شيئًا من أهل العلم، فقال لي: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تحت كل شعرة من الجنب شيطان، وأن الملائكة تلعن الجنب في كل خطوة يخطوها، أو أنها تلعنه حتى يغتسل. ووجدت أن هذا الكلام منتشر بين الناس، فهل هذا صحيح؟ وهل يجب على الجنب أن يسارع بالاغتسال؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إنه لا يصح شرعًا شيءٌ مما انتشر بين العوام من أن الملائكة تلعن الجنب في كلِّ خطوةٍ، أو أنها تلعنه حتى يغتسل، أو أن كل شعرة فيه تحتها شيطان، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وتابعت: ومع ذلك ينبغي المسارعة إلى الطهارة من الجنابة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا، وإلا فيستحب له أن يتوضأ إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أو الخروج لقضاء حوائجه والتصرف في بعض شئونه، ولا يكون الجنب آثمًا بتأخيره غسلَ الجنابة ما لم يؤدِّ ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها، فيأثم لتأخيره الصلاة عن وقتها.
أسهل طريقة لغسل الجنابة
وشرح الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، أسهل طريقة لغسل الجنابة، منوها أن الغُسْل من الجنابة فرض؛ وكان مِن سُنَّة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يفعله بطريقة معينة ينبغي لنا أن نتعلَّمها، وهى كما روى مسلم عَنْ عائشة "رضى الله عنها"، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ".
وأضاف أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار: الترتيب النبوي لعملية الغُسل من الجنابة هو : فأولًا غسل اليدين، ثم ثانيًا غسل الفرج، ثم ثالثًا الوضوء دون غسل الرجلين، ثم رابعًا إدخال الماء بالأصابع في أصول الشعر، ثم خامسًا صبُّ ثلاث غُرَفٍ من الماء على الرأس، ثم سادسًا صبُّ الماء على الجسد كله.
وتابع: يُفَضَّل في غسل الجسد أن يغسل الجانب الأيمن أولًا ثم يتبعه بالأيسر؛ وذلك لما رواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ إِحْدَانَا جَنَابَةٌ، أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا ثَلاَثًا فَوْقَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الأَيْمَنِ، وَبِيَدِهَا الأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الأَيْسَرِ". ثم سابعًا وأخيرًا غسل الرجلين.
هل يجب الفصل بين الفرض والسنة بتحرك أو انتقال؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي المتعلق بمسألة شائعة بين المصلين، وهي: هل يجب الفصل بين صلاة الفريضة وصلاة السنة بركعة أو بكلام أو انتقال من الموضع، أم يجوز أداء السنة الراتبة مباشرة بعد الفرض دون فاصل؟ وجاء رد الإفتاء حاسمًا ومفصلًا.
أكدت دار الإفتاء أن الصلاة النافلة بعد الفريضة مباشرة دون فصل صحيحة شرعًا ولا شيء فيها، إلا أن الأفضل والأولى للمسلم أن يفصل بين الفرض والسنة بجلسة يسيرة، أو بذكر، أو بكلام، أو بحركة، وذلك خروجًا من خلاف الفقهاء، واقتداءً بما ورد عن السلف.
وأشارت الدكتورة زينب السعيد، أمين الفتوى، إلى أن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة يرون استحباب الفصل بين الفريضة والنافلة، كما ذهب المالكية إلى كراهة وصل الصلاة بالصلاة دون فصل، استنادًا إلى حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه، الوارد في صحيح مسلم، والذي جاء فيه: "لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج".
هل السب والشتم يحتاج إعادة الوضوء للصلاة؟
صرحت الدكتورة زينب السعيد، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ما يصدر من الإنسان من شتائم أو ألفاظ نابية أثناء الغضب لا يعد ناقضًا للوضوء من الناحية الفقهية، مشيرة إلى أن نواقض الوضوء معروفة شرعًا، وتقتصر على ما يخرج من السبيلين أو ما في معناهما.
وخلال لقائها مع الإعلامية سالي سالم في برنامج "حواء" على قناة الناس، أكدت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن الفُحش واللعن، مبينًا أن المؤمن لا يكون فاحشًا ولا بذيئًا، مستشهدة بقول النبي: "ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء"، كما ذكّرت بقول الله تعالى: *"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"*.
وأشارت إلى قول الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "الحدث حدثان، حدث الفرج وحدث اللسان، وحدث اللسان أشد وأعظم"، في إشارة إلى أن ما ينطق به الإنسان قد يكون أعمق أثرًا من الحدث الجسدي في ميزان الطهارة المعنوية.
هل يجب الوضوء بعد الاستحمام
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في إجابته عن سؤال: هل يجب الوضوء بعد الاستحمام للصلاة ؟، أنه يجب الوضوء بعد الاستحمام بنية التبرد أو النظافة الشخصية أو غسل الجمعة، إذا لم ينو الوضوء أثناء الغسل.
واستطرد: فبدون نية لا يغني الاستحمام لرفع الحدث الأصغر عن الوضوء في هذه الحالة، ، منوها بأنه في حالة نسيان نية الوضوء أثناء الغسل لرفع الحدث الأصغر، فلا تجوز الصلاة في هذه الحالة إلا بعد الوضوء، بينما يغني الغسل بنية رفع الحدث الأكبر عن الوضوء، حتى وإن لم تكن النية حاضرة للوضوء تحديدا .
كيف يحصل المسلم على ثواب الهجرة النبوية العظيم؟
كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، عن عدة أمور إذا فعلها المسلم حصل على ثواب الهجرة العظيم.
وقال الأزهر للفتوى: يستطيع المسلم أن ينال ثواب الهجرة العظيم بعمله ونيته، وجهاد نفسه، وتحول حاله إلى طاعة الله سبحانه ورسوله؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: “لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية …” أخرجه البخاري.
دروس من الهجرة النبوية
ويمكن تلخيص الدروس والعبر من الهجرة النبوية في 5 أمور منها:
- انتصار الحق على الباطل
بيّن لنا الشرع الشريف أن انتصار الحق أمور محتوم ولا مفر منه وهـو سُنة إلهية نافذة، ويمكن أن نستدل على ذلك في قول الله عـزَّ وجـلَّ: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *} [الحج: 40].
كما جاء قول الله تعالى ليبين أن الحق سينتصر على الباطل: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ *} [المجادلة: 21].
- ضرورة الأخذ بالأسباب
الأخذ بالأسباب ضرورة واجبة في حياة كل مسلم وهي من أبرز الدروس التي نتعلمها من قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وقبل أن يبدأ الرسول رحلته أعد كل الأسباب المهيئة لرحلته.
ولم يتكفِ الرسول صلى الله عليه وسلم بالأخذ بالأسباب فقط بل دعا الله سبحانه وتعالى بأن يوفقه وأن يكلل سعيه بالنجاح وفي هذه الحالة يكون الدعاء بعد الأخذ بالأسباب مستجابا.
- الإيمان بالمعجزات الحسية
حدثت عدد من المعجزات أثناء الهجرة النبوية فبدأت رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بمعجزة نوم الكفار المتربصين بالنبي ومروره من أمامهم دون أن يروه.
ومن أبرز معجزات الهجرة النبوية نسج العنكبوت على الغار الذي اختبأ به الرسول وصاحبه وكذلك قصة سراقة وفرسه.
- جواز الاستعانة بالكافر المأمون
يجوز للدُّعاة أن يستعينوا بمن لا يُؤمنون بدعوتهم ما داموا يثقون بهم، ويأتمنونهم؛ فقد رأينا: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ استأجرا مشركاً ليدلهما على طريق الهجرة، ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه عند غار ثور، وهذه أمورٌ خطيرةٌ أطلعاه عليها، ولاشكَّ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وثقا به، وأمَّناه.
- تضحية كبيرة للبني
إن الهجرة لم تكن سهلة على قلب النبي، قائلاً: "في ليلة الهجرة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم على مشارف مكة، يرسل النظرة الأخيرة إلى ديار نشأته، عيناه مغرورقتان بالدمع، يخاطبها بكلمات خالدة: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت).
وفي رواية أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم في وداعه لمكة المكرمة: (ما أطيبك من بلد، وما أحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك)".
معجزات الرسول في الهجرة النبوية
- معجزة نوم المشركين عند محاصرتهم لبيته.
- معجزة عدم رؤية المشركين للرسول في الغار.
- معجزة شاة أم معبد.
- معجزة دعاء النبي على سراقة بن مالك
- دعا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على سراقة فكانت سيقان فرسه تغوص في الأرض وكان يمشي في أرض صلبة، حيث قال أبو بكر: “مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه فحلبت كثبة من لبن في قدح فشرب حتى رضيت وأتانا سراقة بن جعشم على فرس فدعا عليه فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وأن يرجع ففعل النبي صلى الله عليه وسلم”.