في زمن تسوده العلاقات السريعة والتواصل الرقمي، بات ما يُعرف بـ"البلوك العاطفي" ظاهرة شائعة تُثير الحيرة والألم، حيث يختفي أحد الطرفين فجأة دون تفسير، قاطعًا كل وسائل التواصل، ما يترك الآخر في دوامة من التساؤلات.
الأسباب النفسية الأكثر شيوعًا وراء البلوك العاطفي
و أوضح الدكتور أحمد أمين، أخصائي العلاقات الإنسانية، أن البلوك العاطفي ليس دائمًا سلوكًا قاسيًا أو أنانيًا كما يظنه البعض، بل قد يكون رد فعل نفسي ناتج عن جروح داخلية عميقة.
وصرح د. أمين في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" الإخباري، “الصمت المفاجئ والانسحاب الكامل قد يكونان وسيلة دفاعية غير واعية، يلجأ إليها العقل لتجنّب الألم، أو الهروب من موقف نفسي غير قادر على تحمّله”.
وذكر د. أمين، عن أبرز الأسباب النفسية الأكثر شيوعًا وراء البلوك العاطفي، ومن أبرزها ما يلي:
ـ آلية دفاع نفسية:
الشخص قد لا يكون قادرًا على التعامل مع الألم أو التوتر الناتج عن العلاقة، فيتجه إلى القطيعة كحل لحماية ذاته من الانهيار النفسي.
ـ الخوف من المواجهة:
هناك من يخشى الدخول في نقاش عاطفي أو مواجهة ردود فعل حادة، ويفضّل الهروب على أن يتورّط في صدامات داخلية.

ـ الشعور بالذنب أو الخجل:
قد يحمل الطرف المُنسحب شعورًا داخليًا بالذنب تجاه ما فعله أو تجاه تقصيره، فيلجأ إلى البلوك كوسيلة للهروب من مواجهة نفسه قبل الآخر.
ـ الرغبة في السيطرة النفسية:
في بعض العلاقات السامة، يُستخدم البلوك كأداة لفرض القوة، وإحداث صدمة للطرف الآخر، ليشعر الشخص بأنه ما زال يتحكم بسيناريو العلاقة.
ـ انعدام النضج العاطفي:
يؤكد د. أمين أن "البلوك قد يكون أحيانًا ناتجًا عن نقص في النضج العاطفي وعدم القدرة على التعبير عن الانزعاج بطريقة ناضجة ومحترمة".

البلوك قد يكون نداءً صامتًا
وأفاد أمين، أن البلوك العاطفي ليس بالضرورة فعلًا عدوانيًا، بل قد يكون صرخة صامتة من شخص يعاني بصمت، وفهم هذه الأبعاد النفسية يساعدنا في تقبّل التجربة بوعي، والتعامل معها دون جلد للذات.
وأختتم أمين تصريحه، بأن "التصرف الصامت لا يعني بالضرورة القسوة، بل في كثير من الأحيان، يعني أن هناك من لا يعرف كيف يطلب المساعدة".
