تتواصل عملية تصويت المصريين في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 (المرحلة الثانية) لليوم الثاني، وفتحت اللجان أبوابها أمام الناخبين في الموعد المحدد من الهيئة الوطنية للانتخابات بالتاسعة صباحا.
شهدت المحافظات الحدودية المصرية في اليوم الثاني من التصويت لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 استمرارًا لوتيرة الإقبال المرتفعة التي رُصدت منذ انطلاق العملية الانتخابية.
وسجّلت اللجان الانتخابية في محافظات البحر الأحمر، وأسوان، ومطروح، والوادي الجديد، وشمال سيناء كثافات تصويتية ملحوظة، وسط أجواء وطنية طغى عليها الحضور الشعبي وتنظيم محكم.
رصد متابعو الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية اصطفاف الناخبين في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر، وارتفاع الأعلام المصرية، وترديد الأغاني الوطنية في محيط عدد من لجان الاقتراع، إلى جانب مشاركة فعالة من شباب المبادرات التنموية المحلية، خاصة المنفذة في إطار مبادرات تنموية وطنية في تلك المناطق.
انتخابات مجلس الشيوخ
يُشار إلى أن عدد المقاعد المتنافس عليها في النظام الفردي ضمن هذه المحافظات يقتصر على مقعد واحد لكل محافظة، باستثناء أسوان التي خُصص لها مقعدان، ما يضفي على مشهد الإقبال دلالة رمزية تتجاوز الأبعاد الانتخابية المباشرة، ليُعبّر عن دعم واضح لمؤسسات الدولة واستقرارها، خصوصًا في ظل ما تشهده بعض دول الجوار من أوضاع غير مستقرة.
ورصد مراقبو الائتلاف، أن من بين أبرز المناطق التي شهدت معدلات تصويت مرتفعة كانت مناطق حلايب وشلاتين في البحر الأحمر، ونصر النوبة وكشتمنة في أسوان، والجراولة والشولحي وكشوك عميرة بمحافظة مطروح.
كما لوحظ تواجد واسع لعدد من الرموز القبلية والعشائرية أمام اللجان، في مشهد يعكس ترابط النسيج الاجتماعي في تلك المناطق.
وتُعد هذه المؤشرات جزءًا من نمط أوسع لمشاركة المواطنين في العملية الانتخابية، حيث بلغ عدد الناخبين المسجلين على مستوى الجمهورية نحو 63 مليون ناخب، فيما تُجرى الانتخابات في أكثر من 9 آلاف لجنة فرعية موزعة على جميع المحافظات، وسط إجراءات تنظيمية وأمنية دقيقة.
فيما أكدت عمليات التصويت في اليوم الأول من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشيوخ التي رصدها متابعو الائتلاف، أن المرأة المصرية تواصل ترسيخ مكانتها وتعزيز حضورها الشعبي وبرز دورها اليوم كقوة تصويتية وتنظيمية تساهم بفعالية في تحقيق نسب مشاركة لافتة،
وقد شهدت اللجان الانتخابية في العديد من المحافظات طوابير نسائية ممتدة، سبقت حتى مواعيد فتح أبواب التصويت، في مشهد اتسم بالتنوع العمري والاجتماعي، ودلّ على انتشار ثقافة المشاركة بين مختلف فئات النساء.
وتعكس زيادة نسب المشاركة للمرأة في اليوم الأول من المرحلة الثانية للتصويت في الانتخابات زيادة عدد النساء المترشحات في هذه الانتخابات (97) مترشحة، من بينهن (51) مترشحة على المقاعد الفردية، موزعات على 17 محافظة، وممثلات عن 21 حزبًا سياسيًا، في دلالة واضحة على تطور تمثيل المرأة وتعاظم حضورها السياسي والمؤسسي.
ورغم الانتشار العام لمشاركة النساء على مستوى المحافظات، فقد أظهرت المتابعة الميدانية كثافة نسائية خاصة في بعض محافظات الدلتا والصعيد، ويُعزى هذا الحضور النوعي إلى عوامل متعددة، منها: فعالية برامج التمكين التي تقودها المنظمات غير الحكومية، وتأثير عضوات مجلس النواب اللواتي يمثلن تلك المناطق، ما ساهم في رفع درجة الوعي وتحفيز المشاركة السياسية للمرأة.
كما ساهمت المبادرات التنموية، مثل مبادرة "حياة كريمة" وبرنامج "تكافل وكرامة"، بدور ملموس في تحفيز النساء على المشاركة، مستندة إلى شبكات من الكوادر التطوعية التي أسهمت في تيسير إجراءات التصويت أمام اللجان، وأدت دورًا محوريًا في التواصل مع المواطنات المستفيدات من تلك البرامج.
كما شهد اليوم الأول من عملية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، حضورًا لافتًا لرجال الدين من مختلف الطوائف، بما يعكس رسالة رمزية داعمة للمشاركة السياسية ويجسد قيم التعايش والمواطنة.
وقد أدلى عدد من الرموز الدينية بأصواتهم في عدد من المحافظات، أبرزهم فضيلة الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، الذي صوت بلجنة مدرسة كفر الشيخ المعمارية العسكرية، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي أدلى بصوته في لجنة مدرسة الشهيد امتياز كامل بالعباسية، مؤكدين من خلال مشاركتهم أهمية الاستحقاق الانتخابي ودور المواطنين في بناء المؤسسات الدستورية.
كما شارك كل من الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، بلجنة نهضة مصر بمدينة 6 أكتوبر، ونيافة الأنبا ميخائيل، أسقف حلوان والمعصرة، الذي أدلى بصوته في لجنة مدرسة حمامات حلوان الابتدائية، وسط مشاهد شهدت حضورًا مشتركًا لرجال الدين الإسلامي والمسيحي أمام لجان الاقتراع.
وفي محافظة البحر الأحمر، وثّق مراقبو الائتلاف مشاركة وفد مشترك من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة في لجنة محمد الطيب بالغردقة، وسط أجواء انتخابية إيجابية، عكست حالة من الانسجام المجتمعي وارتفاع مستوى الوعي بأهمية المشاركة في العملية الديمقراطية.
ويرى الائتلاف أن هذا الحضور المتنوع لرجال الدين يحمل دلالة مهمة في ظل وجود 42 مرشحًا من المسيحيين في سباق مجلس الشيوخ، بينهم 19 مرشحًا على النظام الفردي، وهو ما يمثل خطوة متقدمة نحو تعزيز التمثيل السياسي والتنوع داخل المؤسسة التشريعية.
كما تعكس هذه المشاركة ردًا واضحًا على بعض المحاولات المغرضة لبث الفرقة والتشكيك في وحدة الصف الوطني، حيث أظهرت تقارير الرصد الميداني تفاعلاً ملحوظًا لرجال الدين في عدد من المحافظات، خاصة القاهرة، الشرقية، قنا، المنوفية، أسيوط، الإسكندرية، والبحر الأحمر، في مشهد يعزز الثقة في مناخ الانتخابات ويؤكد التزامها بالقيم الدستورية والمجتمعية.
ويستمر الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية في متابعة مجريات العملية الانتخابية بمختلف المحافظات، لضمان نزاهتها ورصد مدى التزامها بالمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة.