تُفتتح سور القرآن الكريم بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم البسملة، إلا أن سورة التوبة يتم استثناؤه من ذلك، فلا تُفتتح بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، وإنما يُكتفى بالتعوذ فقط، امتثالًا لقوله تعالى: «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (النحل: 98)، أما إذا بدأ القارئ تلاوة السورة من منتصفها، فيُكتفى كذلك بالتعوذ، ولا حرج إن بسمل، فالأمر فيه سعة، ولكن لماذا لا نبدأ سورة التوبة بالبسملة.
سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة
وفي السياق، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، في تصريحات سابقة له، إن يستحب البسلمة عند قراءة سور القرآن إلا سورة التوبة، ولذلك لحكمتين:
- الحكمة الأولى: أن سورة التوبة لم تأتِ قبلها البسملة لأنها سورة ذكر فيها الجهاد وقتال الكفار وذُكر فيها وعيد المنافقين وبيان فضائحهم ومخازيهم، و«بسم الله الرحمن الرحيم"» يؤتى بها للرحمة وهذا الموطن فيه ذكر الجهاد وذكر صفات المنافقين، وهذا ليس من مواطن الرحمة بل هو من مواطن الوعيد والتخويف فلذلك لم تذكر "بسم الله الرحمن الرحيم" في بدايتها.
- الحكمة الثانية: أن سورة التوبة مكملة لسورة الأنفال فلذلك لم تأت في بدايتها «بسم الله الرحمن الرحيم»، وقال هذان الرأيان العلماء قديمًا.
سبب نزول سورة التوبة وتسميتها
سورة التوبة يطلق عليها أيضًا اسم سورة البراءة، وهي سورة مدنية نزلت في العام التاسع من الهجرة، كما أنّها من أواخر ما أنزل على النبي عليه السلام من سور إذ نزلت على الرسول عليه السلام أثناء خروجه لقتال الروم، وهي السورة التي كشف بها الله تعالى أحوال المنافقين ومكائدهم، كما أورد فيها الله عزّ وجل ما جرى في غزوة تبوك من وقائع وحوادث.
وقد سمّيت سورة التوبة بهذا الاسم بسبب ذكرها قصة الثلاث مسلمين الذين تخلّفوا عن الجهاد في غزوة تبوك وتوبتهم إلى الله تعالى وتقبّله جلّ وعلى هذه التوبة.