قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يؤثر الذكاء الاصطناعي في ترتيب مراحل صناعة الفتوى؟.. نظير عياد يجيب

مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد
مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد

أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، على سؤال يقول: هل يؤثر ظهور الذكاء الاصطناعي في ترتيب مراحل صناعة الفتوى أو في إضافة مراحل جديدة؟

وقال مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد، إن مراحل الإفتاء الأساسيَّة ثابتة لا غنى عنها، فهي تبدأ بتصوير المسألة وفهم الواقع الذي يستفتي فيه السائل، ثم تكييفها الفقهي وربطها بالنصوص والقواعد الشرعية، ثم استنباط الحكم الشرعي المناسب، وأخيرًا إبلاغ الفتوى للسائل بصورة حكيمة.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن هذه المراحل الأربع لا يمكن الاستغناء عن أيٍّ منها، حتى مع ظهور الذكاء الاصطناعي؛ لأنها تمثِّل جوهر منهجية الإفتاء عبر العصور، ولكن ما تغيَّر مع التقنية هو كيفية تنفيذ بعض هذه المراحل وتسريعها.

وتابع: على سبيل المثال، بات بإمكاننا الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات وتصنيف الأسئلة بشكل أوَّلي وسريع، مما يُسهِّل على المفتي الاطلاع على سوابق تاريخية أو فتاوى مشابهة في ثوان معدودة .

وقال مفتي الجمهورية، إنه قد يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في أرشفة الفتاوى وتنظيمها، بل وتقديم إجابات مبدئية عن الأسئلة المتكررة اعتمادًا على مصادر شرعية موثوقة، لكن ينبغي التنبيه أن دور هذه التقنية يظل مساعدًا ضمن الإطار الذي يحدِّده المفتي؛ فهي لا تستطيع القيام بمرحلة الاجتهاد الشرعي نفسها، لأن هذه المرحلة تتطلَّب فهمًا عميقًا لمقاصد الشريعة ولعوامل الزمان والمكان وأحوال السائلين، وهي أمور لا تستوعبها الخوارزميات بشكل كامل.

وقال مفتي الجمهورية، إنه يمكن القول إن ظهور الذكاء الاصطناعي لم يضف مرحلة جديدة جوهرية إلى مراحل صناعة الفتوى بقدر ما أضاف أدوات جديدة ضمن المراحل القائمة، وربما يكون التغيير الفعلي هو إضافة خطوة مراجعة وتدقيق لمخرجات التقنية؛ فبعد أن يقترح البرنامج تحليلًا أو معلومات، يتعين على المفتي مراجعتها وتقويمها على ضوء الخبرة الشرعية والبصيرة الإنسانية.

وهكذا يبقى ترتيب مراحل الإفتاء كما هو، مع توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز تلك المراحل وتسريعها، تحت إشراف العقل البشري الذي يضمن دقَّة الفتوى وصوابها.