استقبل د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج يوم الإثنين "ليون كاكو أدوم" وزير خارجية كوت ديفوار، حيث عقدت الجولة الثالثة للمشاورات السياسية بين وفدى البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
أشاد الوزير عبد العاطى بالتطور الذي تشهده العلاقات المصرية الإيفوارية وهو ما انعكس في زيادة وتيرة الزيارات رفيعة المستوى، واللقاءات الدورية بين الوزراء والمسؤولين المصريين ونظرائهم الإيفواريين، مشيرا إلى النجاح الذي حققته الجولة الثانية للمشاورات السياسية بين مصر وكوت ديفوار في أكتوبر الماضي، وما انبثقَ عنها من اتفاقٍ لترفيع مستوى المشاورات لتُصبِح على المستوى الوزاري.
كما أشاد وزير الخارجية بالحرص المتبادل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يدعم فُرص التعاون والتنسيق المشترك في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، خاصة فى مجالات الزراعة، والثروة الحيوانية والسمكية، والبنية التحتية والتعدين، والصحة، والنقل، والتعليم وبناء القُدرات، فضلاً عن مجال الطيران المدني والخدمات الجوية، بما يفتح آفاق أوسع للتعاون بين البلدين ويحقق المصلحة المشتركة. وأبرز الوزير عبد العاطى فى هذا السياق الإمكانات والخبرات التي تتمتع بها الشركات المصرية فى دعم مشروعات التنمية فى أفريقيا، بما فى ذلك بناء الطرق والجسور وتوطين الصناعات الدوائية.
وفيما يتعلق ببناء القدرات، شدد الوزير عبد العاطي على استعداد مصر لدعم الجانب الإيفواري في تأسيس معهد للدراسات الدبلوماسية، وتكثيف التعاون والتنسيق لدعم قدرات دول منطقة غرب أفريقيا في مكافحة الإرهاب، إتساقاً مع رؤية مصر للنهج المتكامل في التصدي للإرهاب أمنيا وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، مشيرا الى امتلاك مصر لخبرات ممتدة والأدوات اللازمة لذلك، سواء من خلال توفير برامج للتدريب الميداني للقوات المسلحة والشرطة، وايفاد بعثات من الأزهر الشريف، وتنفيذ برامج لدعم السلم والتنمية من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
وأكد وزير الخارجية على ما توليه مصر من اهتمام بالغ لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، بالنظر لتداعيات عدم الاستقرار في المنطقة على دول الإقليم، وتأثيرها على الأمن القومي المصري. كما تم تناول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقرن الأفريقي والبحر الأحمر وسبل إرساء السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
واتفق الوزيران على استمرار التنسيق والتشاور في الإطار الثنائي ومتعدد الأطراف وتبادل الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية، وقد ثمن الوزير عبد العاطى فى هذا الإطار دعم كوت ديفوار لترشح د. خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الإيفواري بالدور المصري المحوري في دعم وبناء قدرات دول منطقة غرب أفريقيا والساحل، وكذلك جهود مصر الحثيثة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني.
فى نهاية المشاورات، وقع الوزيران على اتفاق الإعفاء المُتبادل من اشتراطات تأشيرة الدخول للبلاد لحاملي جوازات السفر الرسمية، بما يُعزز من حرية حركة الأفراد والمسؤولين بين البلدين، ويُدعم التنسيق المُشترك بينهما انطلاقًا من أواصر الأُخوَّة الإفريقية.
ونص البيان المشترك بين البلدين على ما يلي
البيان المشترك الصادر عن جولة المشاورات السياسية الثالثة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية كوت ديفوار
1. في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية كوت ديفوار، عُقِدَت الجولة الثالثة للمُشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية المصرية والإيفوارية بالقاهرة يوم ١١ أغسطس ٢٠٢٥.
2. ترأسَ جلسة المُشاورات من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ومن الجانب الإيفواري ليون كاكو أدوم، وزير الخارجية والتكامل الإفريقي والمغتربين بجمهورية كوت ديفوار.
3. أكَّدَ الجانبان أنَّ عقد المشاورات السياسية يعكِسُ التزامهما بتعميق التعاون الثنائي، وتنسيق مواقفهما المُشتركة، وتبادل وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.
4. أكدَ الوزيران على أهمية بحث إمكانية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وترفيعها إلى مستوى الشراكة الشاملة، بما يتوافق مع توجيهات القيادة السياسية لكلا البلدين.
5. استعرَضَ الجانبان فُرص التعاون المختلفة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، فضلًا عن بحث أوجه التعاون القائمة في عدد من المجالات الحيوية للبلدين مثل الثروة الحيوانية والسمكية وتربية الأحياء المائية، والبنية التحتية، والتعدين، والزراعة، والصحة، والنقل، والخدمات الجوية.
6. أعادت مصر التأكيد على استعدادها تقديم الدعم للجانب الإيفواري في مشروع إنشاء معهد إيفواري للدراسات الدبلوماسية. كما شهدت المشاورات التوقيع على اتفاقية للإعفاء المُتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ولمُهمة، وسُبُل تعزيز التعاون في المجالات القنصلية.
7. تبادل الوزيران كذلك الرؤى حولَ مختلف القضايا والموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الأوضاع في منطقتي الساحل وغرب إفريقيا؛ فضلاً عن تطورات الأوضاع في غزة والجهود المصرية الرامية لوقف إطلاق النار في القطاع، إلى جانب تطورات الأوضاع في كل من ليبيا والسودان، وتطورات ملف مياه النيل.
8. وفي ضوء تبادُل التأييد في الترشيحات الدولية بين البلدين، أعاد الجانب الإيفواري التأكيد على تأييد ترشح الدكتور خالد العناني لمنصب مُدير عام اليونسكو. كما أكَّدت مصر تأييد المُرشح الإيفواري لمنصب نائب المدير العام للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي.
9. اتفق كذلك الجانبان على أهمية عقد مُنتديات الأعمال إلى جانب المشاورات السياسية، كشق أساسي في مساعي تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
10. تم الاتفاق على عقد الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين في أبيدجان في عام ٢٠٢٦، في موعدٍ يُحدَّد لاحقًا بالتوافق بين البلدين الشقيقين.