قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن كثير من الناس عندما يحدث له شيء من الكَدَر، من الهموم، من المصائب، من الكوارث، من الأزمات فإنه يظن أن الله قد غضب عليه، ولكن هذه هي طبيعة الدنيا التي خلقها الله سبحانه وتعالى.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الله خلق الأشياء، وقدَّر لها أقدارها: خلق النار وجعلها مُحْرِقة، وجعل الإنسان يطلب منها الدفء، جعلنا إذا وضعنا فيها اللحم يحدث شوي للحم، جعلها عندها طاقة وحرارة.
خلق الله سبحانه وتعالى الشمس وهي مضيئة، وهذه الإضاءة تسبب النهار. خلق سبحانه وتعالى البحر، وأوجد فيه ماءً، وهذا الماء يُحْدِث البَلل، يعني لو الواحد ألقى نفسه في البحر يبتل.
فلا يتعجب إذا ما ألقى نفسه في البحر فابتل، ولا يقول: لماذا قدَّر الله عليَّ البلل؟ وهل هذا غضبٌ من عنده؟ وهل أنا فعلت شيئًا؟
ويبدأ: أولًا: في التبرّم.
ثانيًا: في الحَيْرة والتردد.
ثالثًا: في عدم الثقة لا بالنفس، ولا بالله.
ولإزالة هذا التوهّم، فإن أصل الدنيا فيها الكدَر. فلا تستغرب الدنيا إذًا ما دامت هذه صفتها؛ فإن الأكدار جزء لا يتجزأ من حقيقتها، هي دنيا، من الدنو، ومن الدناءة. فتبرز المصائب، والشواغل، والهموم، والأزمات، والكوارث، والأمراض…
هذه الحقيقة تجعل معك ميزان للتعامل مع الدنيا عندما تأتي المصائب.
هذا الميزان يساعدك على الصبر؛ لأن الصبر مُرْ، والصبر صعب، والصبر فيه معالجة للنفس، وكَبْح هذه النفس.
فكيف تستعين على الصبر؟ بأن تكون مهيأ، وفاهم أن هذا أمر عادي… ولذلك لما رأى النبي ﷺ هذه المرأة التي مات لها ابنها، وهي تبكي، وتَلْطِم، وكذا؛ فقال لها: «اصبري» قالت: «عليك عني». ثم قال لها: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى».
كيف يأتي الصبر عند الصدمة الأولى؟ بالمعرفة المُسَبَّقة، بالتربية، بالفَهْم، بأن نتحقق بهذه الحكمة:
«لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار»
فعندما تأتيني الواقعة، والحادثة، والنازلة، تجدني وأنا مستحضر هذه الحقيقة تساعدني على الصبر، وعدم الجزع.
يقول النبي ﷺ: «إِنَّ الْعَيْنَ لتَدْمَعُ، وَإِنَّ الْقَلْبَ ليَحْزَنُ، وَإِنَّا على ِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، ولا نقول ما يُغْضِبُ الله، وما نتيجة الصبر؟ التسليم والرضا بقضاء الله.

