تشهد منطقة المرج بالقاهرة حالة من الحزن والجدل بعد وفاة الطفل حمزة البالغ من العمر 7 سنوات، إثر إصابته بتسمم حاد عقب تناوله وجبة شعرية سريعة التحضير.
التحريات الأولية لرجال المباحث أوضحت أن الطفل تناول 3 أكياس من الوجبة الشهيرة خلال وقت قصير، مما أدى إلى تعرضه لآلام حادة في البطن تزامنت مع قيء وإسهال شديدين، ليتم نقله إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة هناك رغم محاولات إنقاذه.

خطورة الشعرية سريعة التحضير
الواقعة أثارت قلقا واسعا بين الأسر، خاصة أن الشعرية سريعة التحضير باتت تمثل خيارا غذائيا سريعا ورخيصا للعديد من الأطفال والمراهقين.
ومع تداول منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بوفاة الطفل بسبب تناول وجبة “مسممة”، بادرت الأجهزة الأمنية بتشكيل فريق بحث لفحص تفاصيل ما تم تداوله، وجمع المعلومات الدقيقة حول الواقعة والتحقق من صحة ما ورد على المنصات الإلكترونية، في إطار مواجهة الشائعات وكشف الحقائق للرأي العام.
ولا تكمن الخطورة في الشعرية نفسها، فهي مجرد مكرونة مجففة خالية من الإضافات الضارة، وإنما تكمن المشكلة في كيس التوابل والزيوت المرفق معها.
وهذه الأكياس تحتوي على مركب يعرف باسم “مونو صوديوم جلوتامات” أو MSG، وهو ملح صناعي يمنح الطعام نكهة قوية، لكنه قد يؤدي إلى التهابات في الحلق واضطرابات هضمية عند تناوله بكميات كبيرة.
وبعض أكياس التوابل والزيوت تحتوي على مواد حافظة وملونات صناعية ونكهات قد تكون ضارة عند الإفراط في استهلاكها.
و العديد من الأبحاث العلمية حذرت من الاستخدام المفرط لمثل هذه المركبات، وهذه المكونات يجب أن تضاف بكميات محددة للغاية، وينبغي تناولها باعتدال لتجنب أي أضرار صحية محتملة.
ومن الاعتماد المستمر على الشعرية سريعة التحضير كوجبة رئيسية، حيث إنها تحتوي على سعرات حرارية عالية مقابل قيمة غذائية منخفضة، ولا تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية، وهو ما يشكل خطورة خاصة على الأطفال والمراهقين في مرحلة النمو.
خطورة الأطعمة سريعة التحضير
من جانبها، تواصل الجهات المختصة فحص المنتج الذي تناوله الطفل للتأكد من سلامته، كما تخضع القضية لمراجعة طبية دقيقة للتوصل إلى السبب النهائي للوفاة.
وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات مستمرة لكشف الملابسات الكاملة، مع متابعة المنشور المتداول على مواقع التواصل للتأكد من مدى صحته ومنع انتشار الشائعات.
وتعيد هذه الحادثة فتح ملف خطورة الأطعمة سريعة التحضير في مصر، والتي تحظى بانتشار واسع بين فئات مختلفة من المجتمع، خصوصا الأطفال والشباب.
كما تسلط الضوء على أهمية الوعي الغذائي لدى الأسر المصرية بضرورة الاعتدال في تقديم مثل هذه الوجبات، مع تعزيز ثقافة التغذية السليمة التي تدعم الصحة العامة وتقي من المشكلات المرتبطة بسوء التغذية.
بهذا الحادث المؤلم، تجد الأسر نفسها أمام تساؤلات جادة حول سلامة المنتجات الغذائية المنتشرة في الأسواق، وهو ما يستدعي زيادة حملات التوعية وتشديد الرقابة على المواد الغذائية لضمان حماية المستهلكين، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال.