في ظل المساعي الإقليمية والدولية المتواصلة لوقف الحرب على قطاع غزة، تكثف القاهرة والدوحة تحركاتهما الدبلوماسية للوصول إلى صيغة اتفاق تهدئة جديد، وسط قلق متزايد من التعنت الإسرائيلي وما قد يحمله من مخاطر استمرار القتال وتفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.
أحمد فؤاد أنور: الحديث عن اجتياح معاقل المقاومة في غزة “أمر مشكوك فيه” وسيكبد إسرائيل خسائر جديد
قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه مأزقًا حقيقيًا في إدارة الملف العسكري والسياسي المتعلق بقطاع غزة، موضحًا أن رئيس الأركان الإسرائيلي يرفض المضي في عملية “جدعون 2”، التي يصفها نتنياهو بأنها “احتلال ما تبقى من غزة”.
وأشار أنور إلى أن “شبح التجربة الأوكرانية مع زيلينسكي، الذي تخلت عنه الولايات المتحدة، يطارد نتنياهو”، لافتًا إلى أن “أذرع إيران في المنطقة ما زالت قادرة على تأجيج الصراع، كما أن المقاومة في غزة ما زالت تنفذ هجمات في شمال القطاع وجنوبه، الأمر الذي يجعل الحديث عن القضاء على معاقلها مسألة مشكوك فيها، وسيكلف إسرائيل خسائر جديدة”.
وأضاف: “هناك أيضًا احتمال شبه مؤكد لمقتل معظم المحتجزين الإسرائيليين في حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة، وهو ما يمثل ضغطًا إضافيًا على نتنياهو، الذي يناقش مع وزرائه العرض المصري ويحاول بلورة تصور يروج له باعتباره ورقة ضغط على حماس لدفعها نحو المرونة”.
وأوضح أنور أن نتنياهو “يتخبط في مواقفه فتارة يبرر تشدد حماس بوجود مظاهرات داخل إسرائيل، وتارة يزعم أن الضغط العسكري هو الذي دفع الحركة إلى تقديم ردود إيجابية”.
وتابع: “الفاصل الحقيقي للتوصل إلى اتفاق سيكون مرتبطًا بمسألتين أساسيتين: الأولى الانسحاب الكامل من قطاع غزة مع استثناء حزام أمني بعرض ألف متر، على أن تتم مناقشته لاحقًا، والثانية تعهدات مكتوبة من الولايات المتحدة بإنهاء الحرب”.
واعتبر أن “قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وخاصة أصحاب الأحكام المؤبدة، قد تكون قابلة للحل إذا توافرت الإرادة السياسية”، مشددًا على أن هذه الملفات مجتمعة تجعل نتنياهو أمام معادلة معقدة وضغوط داخلية وخارجية غير مسبوقة