أفادت وكالة فارس الإيرانية بهجوم إرهابي على دورية للشرطة الإيرانية أدّى إلى استشهاد وجرح عدد من أفراد الدورية في محافظة سيستان وبلوتشستان جنوب شرق البلاد.
وفي سياق آخر ؛ بدأت إيران، بقيادة قوة الحرس الثوري الجوفضائي، تنفيذ واحدة من أوسع مناوراتها العسكرية الصاروخية عبر عدة مناطق من البلاد.
وتضمنت الاشتباكات المتدرجة إطلاق صواريخ باليستية وطائرات دون طيار وأنظمة دفاع جوي متقدمة.
وفقًا لما نشرته صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، فإن التدريبات المذكورة انطلقت منذ نحو ساعة فقط، إلا أن الجزء الأهم من الخطة لم يُفعّل بعد، فيما دعت القوة الأمنية المواطنين إلى "التحلي بالهدوء" وعدم الانسياق وراء "القلق المفرط" في هذه المرحلة.
وتواكب التوتر الميداني مع صدور تقارير واسعة عن انقطاع حاد في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في مناطق عدة داخل إيران، لا سيما في الغرب والجنوب.
ويبدو أن هذا الانقطاع له جذور عسكرية وأمنية، إذ أكد وزارة الاتصالات الإيرانية أن السبب يعود إلى "أغراض أمنية وعسكرية"، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وبدأت هذه الأزمة تتعمّق منذ منتصف يونيو الماضي، وامتدت آثارها إلى القطاعات المدنية، حيث توقفت خدمات طلبات التوصيل والتطبيقات الملاحية المحلية مثل "نِشان" بنسبة ملحوظة، إذ تراجع عدد مستخدميها النشطين يوميًا بنسبة 15% على الأقل، بينما انخفضت عمليات الملاحة عبر التطبيق بنسبة تصل إلى 20%
وفي مفارقة تعكس طبيعة التصعيد، عمد مطار بغداد إلى تعليق جميع رحلاته الجوية المتجهة نحو إيران كخطوة احترازية تمنع تفاقم الوضع.
في هذه الأثناء، أطلق اللواء رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، تحذيرًا صريحًا بأن التوتر الراهن لا يمثل اتفاق وقف إطلاق نار وإنما "حالة تصعيد مفتوحة" مع إسرائيل، وأن البلاد تضع "أسوأ السيناريوهات في الحسبان وتستعد لها".
وأضاف: "من يريد السلام عليه أن يستعد للحرب"، داعيًا إلى "تعزيز القدرات الصاروخية، والطائرات المسيّرة، والدفاعات السيبرانية والإعلامية".
ويعبر التصعيد العسكري بوضوح عن ترجمة إيران لمقاربتها الأمنية الراسخة، التي ترى أن واشنطن وتل أبيب تسعيان لفرض السلام بالقوة، وأن الرد المناسب يكمن في إبراز الجاهزية لكل الاحتمالات.