تأثر الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة بسبب حادثة المنيا المؤلمة، وذلك بعد مقتل أب وأطفاله الستة على يد زوجته بالمنيا.
وخلال الساعات الأخيرة ظهرت تفاصيل جديدة منها أن سبب الوفاة هو تسمم المجني عليهم بمبيد حشري شديد السمية يسمى "الكلوروفينابير"، والذي يؤدي إلى انهيار التنظيم الحراري للجسم وفشل الأجهزة الحيوية حتى توقفها عن العمل، وقد وجدت آثاره بالعينات المأخوذة من جثامين المتوفين.

وكشف عبد الفتاح أحمد، خال الأطفال ضحايا حادثة التسمم المروعة في المنيا، عدد الضحايا الذي تم تداوله إعلاميًا، مؤكدًا أن الفاجعة أودت بحياة سبعة أفراد من عائلته وليس ستة.
وصحح الخال، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج “تفاصيل” على قناة “صدى البلد 2”: “اللي ماتوا ستة مش خمسة، وأبوهم”.

وعدد الخال أسماء الضحايا وأعمارهم قائلاً: “الكبيرة رحمة ناصر محمد عمرها 12 سنة، وريم ناصر محمد عمرها 10 سنين، ومحمد ناصر محمد عمره تسع سنين، وعمر ناصر عمره سبع سنين، وأحمد ناصر آخر حاجة خمس سنين، بالإضافة إلى طفل سادس ووالدهم الذي توفي معهم بنفس المادة السامة”.
وذكر خال أطفال ضحايا حادث المنيا، أن والدتهم كانت تشعر بالقلق من ضرتها، لكن مخاوفها لم تصل أبدًا إلى حد توقع جريمة قتل بهذا الحجم.
وقال إن شقيقته كانت تتحدث مع أبنائها عبر الهاتف، لكنهم لم يشتكوا من معاملة زوجة أبيهم بشكل خطير، مضيفا أن والدتهم كانت تعتقد أن أقصى ما يمكن أن تفعله الزوجة الثانية هو أعمال السحر بسبب الغيرة.
ونقلًا عن شقيقته بعد الجريمة، قال: “بتقول أنا خايفة لتكون بتعملي سحر عشان أنكد مع جوزي التاني وأغضب تاني.. إنما هي من يقين من جواها بتقول أنا لو أعلم إن العيش فيه سم، كنت أكلت مع ولادي ومت”.
وأضاف: “هي ما أكلتش من العيش.. هي كانت خايفة ليكون معمولة فيه سحر أو أي حاجة من المشاكل بينها وبين جوزها”.
تحقيقات النيابة العامة
كشفت تحقيقات النيابة العامة في واقعة وفاة أطفال دلجا ووالدهم أن زوجة الأب المتهمة وضعت لهم مبيدا حشريا يسمى “الكلوروفينابير”، وهو مبيد شديد السمية يتسبب في توقف أعضاء الجسم ويؤدي للوفاة في الحال.
تفاصيل وفاة أطفال دلجا
وتابعت تحقيقات النيابة أن المتهمة اعترفت بارتكاب الواقعة بقصد الغيرة من الزوجة الأولى، ولم تكن نيتها جريمة القتل وأنها وضعت المادة السامة في الخبز.
وأكدت تحقيقات النيابة أن المتهمة بإنهاء حياة زوجها وأبنائه الـ6 بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا أعدت بعض أرغفة الخبز ووضعت بداخلها كمية من المبيد الحشري، وأرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى حيث كان يقيم الأب وأطفاله، فأصيبوا تباعًا بأعراض الإعياء حتى حدثت حالات الوفاة.
زوجة الأب تعترف بوضع السم لـ أطفال دلجا ووالدهم
أنكرت المتهمة زوجة الأب قصدها قتل المجني عليهم عمدًا، إلا أنها اعترفت بواقعة خلط المبيد بالخبز وإرساله كيدًا للزوجة الأولى.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمة أربعة أيام احتياطيًا، وجارٍ استكمال التحقيقات.
وكشفت مصلحة الطب الشرعي والمعامل الكيميائية آثار العينات المأخوذة من جثامين المتوفين وفحص العينات المأخوذة من أواني تقديم الطعام وبقايا الخبز عن احتوائها على المبيد السام “الكلوروفينابير”، وأن سبب الوفاة تسمم المجني عليهم نتيجة خلطه بالطعام الذي يؤدي إلى انهيار التنظيم الحراري للجسم وفشل الأجهزة الحيوية حتى توقفها عن العمل.
وفي إطار حرص النيابة العامة على كشف ملابسات الواقعة، انتقل فريق منها يرافقه خبراء السموم بمصلحة الطب الشرعي لإجراء معاينة لمحل إقامة الأب وأطفاله بمنزل الزوجة الأولى، وكذا منزل الزوجة الثانية، حيث أسفرت المعاينة وفحص العينات المأخوذة من أواني تقديم الطعام وبقايا الخبز عن احتوائها على المبيد السام المشار إليه، كما تبين وجود آثاره بمعدات الطهي وإعداد الخبز في منزل الزوجة الثانية.
وعلى أثر ذلك، طلبت النيابة العامة تحريات الشرطة حول الواقعة، والتي أسفرت عن قيام زوجة الأب الثانية بارتكابها.