تُعد المقرات الدبلوماسية المصرية في الخارج أكثر من مجرد مكاتب رسمية، فهي تمثل رمزًا للسيادة المصرية وحائط صد يحمي مصالح الدولة ورعاياها في مختلف الدول. وفي ظل التحديات التي تواجهها مصر على الساحة الدولية، أكد اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أن تأمين هذه المقرات يأتي على رأس أولويات الدولة، نظرًا لما تحمله من أهمية سياسية وأمنية بالغة.
جهود متواصلة لحماية السفارات والقنصليات
أوضح اللواء السيد أن الدولة المصرية لا تترك أي مجال للمصادفة في هذا الملف، حيث يتم التنسيق بشكل مستمر مع سلطات الدول المضيفة لضمان أعلى درجات الحماية للسفارات والقنصليات. وأكد أن هذه الجهود تشمل إجراءات أمنية داخلية مشددة، إلى جانب تعاون أمني خارجي يضمن ردع أي محاولات استهداف.
الجاليات المصرية.. شريك أساسي في الحماية
ولم يغفل الخبير الاستراتيجي عن الدور الكبير الذي تلعبه الجاليات المصرية في الخارج، حيث وصفها بأنها "خط دفاع شعبي" مكمّل للجهود الرسمية. وأشار إلى أن تضامن المصريين في المهجر، ووعيهم بضرورة حماية صورة وطنهم، يمثل عنصرًا محوريًا في مواجهة حملات التشويه التي تقودها بعض الجماعات المعادية.
تجربة أحمد عبد القادر.. نموذج للشباب الواعي
وفي هذا الإطار، استشهد اللواء السيد بتجربة الشاب أحمد عبد القادر "ميدو"، رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج، الذي واجه جماعة الإخوان الإرهابية في لندن. وأوضح أن عبد القادر نجح في التصدي لمحاولاتهم التحريضية وكشف أساليبهم التي تعتمد على نشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام العالمي بشأن الوضع في مصر.
مواجهة "الحرب الناعمة" للإخوان
وأكد الخبير أن ما تمارسه الجماعة في الخارج يدخل ضمن ما يسمى بـ"الحرب الناعمة"، التي تستهدف ضرب استقرار الدولة المصرية عبر بث الفوضى والتشكيك. لكنه شدد على أن وعي الشباب المصري في الخارج، وإصرارهم على الدفاع عن وطنهم، يمثلان جدار حماية قويًا يعزز من دور المؤسسات الرسمية.
تكامل رسمي وشعبي لحماية صورة مصر
واختتم اللواء نبيل السيد حديثه بالتأكيد على أن التكامل بين الجهود الرسمية التي تبذلها الدولة، والجهود الشعبية التي تقوم بها الجاليات المصرية، هو السبيل الأمثل لمواجهة أي تهديدات. مضيفًا أن التجارب المتكررة أثبتت أن المصريين في الخارج ليسوا مجرد جاليات مغتربة، بل هم خط دفاع متقدم عن صورة مصر ومصالحها في العالم.