أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على سؤال نهال من القاهرة قالت فيه: أنا أحلف بسرعة عند الغضب، ولا أستطيع إخراج الفدية لأني مريضة ولا أستطيع الصوم، وكذلك لا أقدر على الإطعام ماديًا، فماذا أفعل؟.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس هو الإكثار من الحلف، والشرع نهى عن ذلك بقوله تعالى: "ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس".
أمين الإفتاء: يمين لغو لا كفارة فيه
وبيَّن أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن هناك فرقًا بين ما يخرج على اللسان دون قصد أو عزم للقلب وهو يمين لغو، فهذا لا كفارة فيه، وبين اليمين المعقود بالعزم، فإذا حنث فيه المسلم وجبت عليه الكفارة.
وأشار أمين الإفتاء إلى أن من يقسم في ساعة غضب شديد أو في لحظة دهشة قد لا يُؤاخذ على هذا القسم، لأنه خرج دون وعي أو قصد حقيقي، وهذا شبيه بما يُعرف بـ "طلاق المدهوش".
وأوضح أمين الإفتاء أما إذا كان الحلف عن عزم قلب ثم وقع الحنث فيه، فالكفارة تكون إما إطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام. وإذا كان المسلم غير قادر لا على الإطعام ولا على الصيام لمرض أو عجز، فليس عليه شيء، ويكفيه التوبة والاستغفار، فإن رزقه الله لاحقًا أو عافاه، فعليه أن يكفّر عمّا حلف عليه بحسب استطاعته.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن جمهور العلماء يرون أن كل يمين لها كفارة مستقلة، بينما ذهب بعض المالكية إلى القول بتداخل الأيمان إذا كثرت على المسلم وشقّت عليه، فيجوز أن يكتفي بكفارة واحدة عنها جميعًا، مؤكدًا أن الأولى هو الحرص على قلة الحلف وضبط اللسان.