قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن استقبال نور المولد النبوي الشريف يتطلب قلوباً واعية تكون أوعية حقيقية قادرة على حمل هذا النور، مشدداً على أن المولد ليس مجرد ذكرى زمنية مرت وانتهت، بل هو معنى يتجدد في القلوب باستمرار ولا ينطفئ.
وأوضح الدكتور عمرو الورداني، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشدنا إلى هذا المعنى حين سُئل عن صيام يوم الإثنين فقال: "هذا يوم وُلدت فيه"، مشيراً إلى أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لعبادة الصوم في يوم مولده يدل على أن الميلاد يمثل تجديداً للحياة في كل أسبوع، مثلما أن الصوم عبادة تُجدد الروح وتطهر النفس.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الإثنين والخميس، فصيام يوم الخميس ارتبط برفع الأعمال، بينما صيام يوم الاثنين ارتبط بميلاده الشريف، مبيناً أن هذا الاختيار النبوي يكشف أن المولد النبوي هو حياة تتجدد لا حدث تاريخي مضى.
أمين الإفتاء: الصيام يشبه المولد النبوي في كونه عبادة خالصة لله
وأضاف أن الصيام يشبه المولد النبوي في كونه عبادة خالصة لله، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، موضحا أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان خالصاً لله أيضاً، فقد وُلد يتيماً ورباه الله سبحانه وتعالى، ليكون نوراً خالصاً له وحده.
وأكد أمين الفتوى أن الاحتفال بالمولد النبوي هو في حقيقته عبادة، مصداقاً لقوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، وأن أعظم فضل ورحمة للبشرية جمعاء هو بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ونوه الدكتور عمرو الورداني بأن نور المولد الشريف ليس مجرد لحظة تاريخية، بل هو ميلاد دائم للإنسانية كلها، ميلاد عقل متحرر من الجهل، وقلب مخلص لله، ومسيرة ممتدة بالنور والهداية إلى يومنا هذا.