- فتاوى:
- الإفتاء توضح حكم قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج
- كيف السبيل إلى رؤية رسول الله؟
- كيف نحتفل بالمولد النبوي؟
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى تشغل بال عدد من المسلمين نستعرض أبرزها فى التقرير التالى:
حكم قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج
ورد إلى دار الإفتاء سؤال حول الدليل الشرعي على جواز قراءة سورة الفاتحة لقضاء الحوائج.
أجابت دار الإفتاء بأن الاستدلال على ذلك جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه أن الله تعالى قال: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل»، مشيرةً إلى أن هذا يدل على أن قراءة الفاتحة باب من أبواب الاستعانة بالله، وأن العبد ينال بها سؤله.
وأوضحت أن العلماء استنبطوا من الحديث مشروعية قراءة الفاتحة بنية قضاء الحاجات، كما ذكر الشيخ ابن عبد الهادي الحنبلي في رسالته "الاستعانة بالفاتحة على نجاح الأمور"، مؤكِّدًا أنه ما قرأ أحد الفاتحة وسأل حاجته إلا قُضيت بإذن الله.
كما استشهدت بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الذي أخرجه مسلم والنسائي، وفيه أن جبريل عليه السلام نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ملك بُشّر فيه بأن الفاتحة وخواتيم سورة البقرة لم يُعطهما نبي من قبل، وأن من قرأ بحرف منهما أُعطيه.
وبيّن العلماء أن معنى ذلك أن الفاتحة تجوز للاستعانة، فهي الكافية، وخواتيم البقرة كافية لمن يقرأها في ليلته. وقد أشار العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في "دليل الفالحين" إلى أن الفاتحة قد تكون وسيلة لنيل المطلوب أو ثوابها الأعظم.
كما نقلت دار الإفتاء عن السلف الصالح أنهم عملوا بذلك، حيث ورد عن عطاء أنه قال: "إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تُقضى إن شاء الله".
وعلّق العلامة ملا علي القاري في "الأسرار المرفوعة" بأن هذا أصل لما تعارف عليه الناس من قراءة الفاتحة لقضاء الحاجات وتيسير الأمور.
كيف السبيل إلى رؤية رسول الله؟
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن هناك كثيرا من المتشوقين إلى سيدنا رسول الله ﷺ يتساءلون عن :كيف السبيل إلى رؤية حضرة سيدنا رسول الله ﷺ؟
كيف السبيل إلى رؤية النبي
وكشف عن أن السبيل إلى ذلك أن تُكثِر من قراءة سيرته العطرة.. اقرأ سيرته فإذا بك أمام خُلُقٍ عظيم، وأمام إنسانٍ كامل، وأمام بشرٍ يسعد مَن خلفه إذا أراد أن يلتمس خطاه؛ من شدة ما كان يعبد ربَّه بإخلاصٍ وصدق، في سهولةٍ ويُسرٍ لا تكون إلا إذا كان مُوفَّقًا من عند ربِّه.
ونوّه أن سيدُنا رسولُ الله ﷺ الحديثُ عنه لا ينتهي.. فمبلغُ العلمِ فيه أنه بشرٌ ... وأنه خيرُ خلقِ الله كلِّهم
ولكن: كيف تُدرك في الدنيا حقيقتَه.. قومٌ نيامٌ تسلَّوا عنه بالحُلُم
وبين أن هذا شهرُ الأنوار، فأكثِروا فيه من الصلاة على النبي المختار ﷺ؛ فإن كلَّ عملٍ بين القبول والرَّد إلا الصلاةَ على سيِّد الخلق؛ لأنها تتعلق بالجناب النبوي الشريف ﷺ، وهي تزيد في الأرزاق، وبسببها يغفر الله الذنوب، وبسببها يوفِّق الله للأعمال، وبسببها يردُّ عليك رسول الله ﷺ سلامك، وبسببها تزداد مساحة نصيبك في الجنة، وبسببها يأتي الخير كله.. فأكثِروا من الصلاة على النبي المختار.
أكثِروا من الصلاة على النبي ﷺ في كل وقتٍ وحين.. الْهجوا بها في الصبح والمساء، فرادى وجماعات.. في بداية الدعاء، وفي بداية الأعمال وخواتيمها.. علِّموا أولادكم حبَّ رسول الله ﷺ؛ فحبُّ رسول الله أساسُ الإيمان، ورسولُ الله ﷺ ركنٌ من أركان الإسلام، لا يدخل أحدٌ الإسلامَ بشهادة أن (لا إله إلا الله) إلا إذا ضمَّ إليها (محمد رسول الله).
وأضاف قائلًا: أيها الناس.. مقدارُ نبيِّنا عظيم، وهو الذي قال عن نفسه: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ».
مقدارُ نبيِّنا عظيم، لم يُعظِّمه أحدٌ من الناس، إنما الذي عظَّمه ربُّ السماوات والأرض؛ فصلُّوا على النبي ﷺ في كل وقتٍ وحين.
ودعا فى آخر منشوره قائلا: اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ صلاةً تُخرجنا بها من هذه الأهوال، وتكون سببًا لتنزُّل الرحمات من عندك يا أرحم الراحمين.
كيف نحتفل بالمولد النبوي؟
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو حديث يفرضه الحب والشوق والحنين، مؤكدًا أن حياة المؤمن لا تنفصل أبدًا عن محبته وتعظيمه.
وأوضح خلال تصريحات تليفزيونية أن المولد النبوي الشريف ليس مناسبة عابرة، بل هو يوم أضاء الكون بنور سيد الخلق، حين غاضت بحيرة ساوة، وانطفأت نيران الفرس المشتعلة منذ قرون، ليشهد العالم كله أن لا نور يعلو فوق نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبيّن أن الله سبحانه وتعالى أشار إلى عظمة مولده الكريم بقوله: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين}، فمولد النبي هو ميلاد الإنسان الكامل والرحمة المهداة، وأعظم عطية إلهية للبشرية كافة، إذ يجمع بين الحنان والجمال والهداية.
وأكد أمين الفتوى أن الفرح بالمولد لا يقتصر على الأناشيد والقصائد والزينة، بل يتجلى في كونه حياة متجددة ونورًا ممتدًا يضيء القلوب والعقول، ويمنحها الطمأنينة بعد الغفلة والاضطراب.
واعتبر الدكتور الورداني أن ذكرى المولد النبوي الشريف هي مدد إلهي دائم، لأنها ميلاد لعقل واعٍ متحرر من الجهل، وقلب نقي من الشهوات، وأمة تدرك رسالتها الحضارية ومعنى وجودها.
أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
وقالت دار الإفتاء، إنه يجوز شرعًا التسمية باسمي «ياسين وطه»، وعدّهما بعض العلماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز التسمية باسمي طه وياسين؟ وهل هما من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟»، أنه لا حرج في تسمية الأبناء بهذه الأسماء، وكون هذه الأسماء من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو ليست من أسمائه أمرٌ مختلفٌ فيه.
وألمحت إلى أنه ورد حديثٌ ضعيفٌ عند ابن عدي وابن عساكر يذكر فيه أن (طه، ويس) من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فأخرج ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (4/ 509)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (3/ 29)، عَن أَبِي الطُّفَيْلِ عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشْرَةَ أَسْمَاءٍ»، قَالَ أبو الطفيل: قد حفظت منها ثمانية: «محمد، وأحمد، وأبو القاسم، والفاتح، والخاتم، والماحي، والعاقب، والحاشر»، قَالَ أبو يَحْيى: وزعم سيفٌ أن أبا جعفرٍ قَالَ له: إن الاسمين الباقيين: يس، وطه.
وأشارت إلى أن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم أسماء كثيرة، بعضهم أوصلها إلى ثلاثمائة اسم، منها أسماء وردت في القرآن الكريم، وهي: (الشاهد، والمبشر، والنذير، والمبين، والداعي إلى الله، والسراج المنير، والمذكر، والرحمة، والنعمة، والهادي، والشهيد، والأمين والمزمل، والمدثر)، ومنها ما ورد في القرآن والسنة النبوية، وهي: (أحمد، ومحمد)، ومنها ما ورد في السنة فقط، وهي: (الماحي، والحاشر، والعاقب، والمقفي، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والمتوكل)، ومن أسمائه المشهورة صلى الله عليه وآله وسلم: (المختار، والمصطفى، والشفيع، والمشفع، والصادق، والمصدوق).
وواستدلت بما روي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِي خَمْسَة أسْماءٍ: أَنا محمَّدٌ، وَأَنا أحْمَدٌ، وَأَنا الحاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ على قَدَمي، وَأَنا المَاحِي الذِي يَمْحُو الله بِيَ الكُفْرَ، وَأَنا الْعاقِبُ» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".
ونقلت قول العلامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 518) في شرح الحديث السابق: [وفيه جواز التسمية بأكثر من واحد، قال ابن القيم: لكن تركه أولى؛ لأن القصد بالاسم التعريف والتمييز والاسم كاف، وليس كأسماء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن أسماءه كانت نعوتًا دالة على كمال المدح لم يكن إلا من باب تكثير الأسماء لجلالة المسمى لا للتعريف فحسب، (تتمة) قال المؤلف -يقصد السيوطي- في "الخصائص": من خصائصه أن له ألف اسم، واشتقاق اسمه من اسم الله تعالى، وأنه سمي من أسماء الله بنحو سبعين اسمًا، وأنه سمي أحمد، ولم يسم به أحدٌ قبله].
ولفتت إلى أنه اهتم علماء الأمة رحمهم الله تعالى بإفراد أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتأليف، فأُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدة مؤلفات، وفي "كشف الظنون" و"ذيليه" تسمية أربعة عشر كتابًا، وهي للأئمة: ابن دحية، والقرطبي، والرصاع، والسخاوي، والسيوطي، وابن فارس، وغيرهم، وقد طبع منها "الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة" للسيوطي، و"البهجة السنية في الأسماء النبوية" للسيوطي أيضًا.