قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا كان النبي يتعبد في غار حراء؟ عالم أزهري يجيب

الدكتور حمدي صلاح الهدهد
الدكتور حمدي صلاح الهدهد

واصل الجامع الأزهر، عقد أمسياته الدينية احتفاء بهذه المناسبة العطرة، حيث عقد اليوم أمسية دينية تحت عنوان: «تحنثه وإشراقات النبوة»، حاضر فيها الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان – جامعة الأزهر، وشارك فيها القارئ الشيخ محمد سالم عامر، والمبتهل الشيخ محمد علاء السباعي، وقدمها الإعلامي أبو بكر عبد المعطي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.

واستهل الدكتور حمدي الهدهد حديثه بالتأكيد على أن إرهاصات النبوة كانت إعدادًا ربانيًّا لنبينا محمد لحمل الرسالة، مشيرًا إلى ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن أول ما بُدئ به النبي من الوحي «الرؤيا الصادقة» فكانت تقع مثل فلق الصبح.

ثم جاءت المرحلة الثانية حين حُبِّب إليه الخلاء، فكان يخرج إلى غار حراء الليالي ذوات العدد، يتحنَّث متعبدًا لله عز وجل، يرى من الغار الكعبة المشرفة، ويتهيأ بعين الله لحمل أعظم رسالة إلى العالمين.

وأوضح أن هذه الخلوة لم تكن اجتهادًا بشريًّا، بل إعدادًا ربانيًّا لحمل "القول الثقيل"، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾، مبينًا أن الخلوة كانت زادًا للنبي ﷺ ليواجه عناد قريش وغطرستها، وهي كذلك زاد لكل مهموم ومبتلى أن يفر إلى الله ويستمد منه القوة والثبات. وقال: «الخلوة مدرسة إيمانية، فيها يترك المسلم الدنيا وما فيها من صخب ومغريات، ويضع نفسه بين يدي الله، فيخرج من الضيق إلى رحابة الطاعة والسكينة».

كما أشار الدكتور حمدي الهدهد إلى أن طهارة نسب النبي ﷺ كانت إرهاصًا آخر من إرهاصات النبوة، فقد اصطفاه الله من أطهر البيوت وأكرم السلالات، وقال فضيلته: «لقد جاء النبي ﷺ من نسب عريق شريف، اختاره الله من خيار الناس، ليكون مولده ليس مولد فرد عادي، وإنما مولد أمة وحضارة ونهضة إنسانية». وأكد أنَّ القرآن الكريم دلَّ على ذلك بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾، مشيرًا إلى أنَّ النبي ﷺ كان وحده الذي اقترن اسمه بصفات من أسماء الله الحسنى، فوصفه الله بأنه رؤوف رحيم، تكريمًا له وبيانًا لعظيم منزلته.

وبيَّن الدكتور الهدهد أن قيام الليل يمثل الامتداد الطبيعي للخلوة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا﴾، مؤكدا أنَّ قيام الليل يُعين المسلم على الصبر أمام الشدائد، ويُقوي عزيمته على حمل التكاليف والواجبات، كما كان إعدادًا للنبي ﷺ قبل نزول الوحي. وأضاف فضيلته: «قيام الليل والخلوة مع الله ليست حكرًا على النبي ﷺ، بل سبيل كل مؤمن يريد أن يتزود بزاد الروح، ويثبُت في وجه الابتلاءات».

وفي ختام الأمسية، أكَّد الإعلامي أبو بكر عبد المعطي أنَّ إحياء ذكرى المولد النبوي يذكِّر الأمَّة برسالتها، ويعيدها إلى سيرة نبيها ﷺ الذي أرسله الله رحمة للعالمين، داعيًا إلى أن يكون الاحتفال بالميلاد النبوي تجديدًا للعهد على الاقتداء بهديه في الأخلاق والمعاملات والسلوك.