رصد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال شهر أغسطس 2025 تراجعًا في العمليات الإرهابية بمنطقة شرق إفريقيا، مقارنة بشهر يوليو من العام نفسه.
وأظهرت متابعة المرصد أن عدد العمليات الإرهابية التي شنتها التنظيمات المتطرفة في أغسطس بلغ عمليتين فقط، مما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 42 آخرين.
ويُعد هذا تراجعًا كبيرًا في عدد العمليات بنسبة كبيرة بلغت 77.8 % مقارنة بشهر يوليو، الذي شهد 9 عمليات إرهابية، أدت إلى مقتل 86 شخصًا وإصابة 55 آخرين، ما يعكس فعالية جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
التوزيع الجغرافي للهجمات
ووفقًا للمؤشر، اقتصرت العمليات الإرهابية على الصومال، فيما حافظت دول: إثيوبيا، موزمبيق، وكينيا على سجلها خاليًا من أي نشاط إرهابي خلال هذا الشهر.
ويشير هذا التركّز الجغرافي إلى تراجع النشاط خارج الصومال، مع بقاء الأخيرة بؤرة رئيسية للإرهاب.
جهود مكافحة الإرهاب
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، نفّذت قوات الأمن الصومالية 11 عملية عسكرية، أدت إلى تصفية 426 عنصرًا إرهابيًا، واعتقال 2 آخرين، فضلًا عن استسلام 4 طواعية لقوات الجيش.
وبهذا، تكون عدد العمليات العسكرية خلال أغسطس 2025 قد انخفضت مقارنة بالشهر السابق (يوليو) بنسبة 45 %، فيما ارتفع عدد القتلى من العناصر الإرهابية بنسبة 47.9 %.
وعلى الرغم من انخفاض عدد العمليات، إلا أنها كانت أكثر دقة وفاعلية، ما يفسر ارتفاع عدد القتلى بين العناصر الإرهابية في مقابل انخفاض عدد المعتقلين، وهي دلالة على نجاح الضربات الجوية والحملات المباشرة مقارنة بعمليات التمشيط والاعتقال.
ويشير مرصد الأزهر، بناءً على متابعته، إلى أن التراجع الملحوظ في أعداد العمليات الإرهابية والضحايا يعكس نجاحًا في الجهد الاستخباراتي والعمليات الوقائية.
ومع ذلك، يحذر المرصد من مفارقة الردع؛ حيث يظل الخطر قائمًا ما لم يتم استثمار هذا التراجع في تعزيز الاستقرار السياسي والتنمية. فالردع العسكري وحده لا يكفي، والوضع الأمني القائم يحتم على الدول الإقليمية عدم الانخداع بمؤشرات الانخفاض، بل العمل على تحويل المكاسب الأمنية إلى استقرار استراتيجي طويل الأمد.