رصدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية حالة من الانقسام داخل أوروبا بشأن إمكانية نشر قوات متعددة الجنسيات في أوكرانيا عقب انتهاء الحرب مع روسيا، مشيرة إلى أن العواصم الأوروبية تتعرض لضغوط متزايدة لتقديم تعهدات واضحة بهذا الصدد.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه القوات من المنتظر أن تشكل الركيزة الأساسية للضمانات الأمنية التي يدرسها ما يعرف بـ"تحالف الراغبين" بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة، وبدعم من الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يجري القادة الأوروبيون محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب اجتماعهم في باريس.
غير أن الغموض لا يزال يكتنف حجم الالتزامات الأوروبية، بما في ذلك مسألة نشر قوات على الأرض، وما إذا كان ذلك سيعتمد على اتفاقيات دفاع متبادل تُلزم الدول الأعضاء بخوض أي حرب مستقبلية إلى جانب أوكرانيا.
وفي افتتاحية المحادثات التي استضافها قصر الإليزيه، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن القادة الأوروبيين "سيضعون اللمسات الأخيرة على ضمانات أمنية قوية لكييف"، مؤكداً أن أوروبا تستعد لأول مرة بمثل هذا المستوى من الجدية والكثافة. وجاء ذلك بعد لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء.
وشارك في الاجتماعات ثمانية قادة بشكل مباشر، بينهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، فيما انضم نحو عشرين آخرين عبر تقنية الفيديو، عقب اجتماع تحضيري لمسؤولي الدفاع الأوروبيين.
وكشفت الصحيفة أن التحالف ينقسم إلى ثلاثة معسكرات رئيسية: دول أبدت استعدادها لنشر قوات مثل بريطانيا، وأخرى أعلنت رفضها مثل إيطاليا، فيما تظل غالبية الدول، وعلى رأسها ألمانيا، مترددة ولم تحسم موقفها بعد.
وخلال اجتماع وزراء الدفاع، قال الوزير البريطاني جون هيلي إن بلاده تراجع جاهزية قواتها المسلحة وتسريع التمويل اللازم من أجل الاستعداد لأي انتشار محتمل في أوكرانيا، في إشارة إلى رغبة لندن في لعب دور قيادي داخل التحالف.
ويرى مراقبون أن هذا الانقسام الأوروبي يعكس التباينات العميقة في الرؤى بين العواصم الكبرى، حيث تحاول بعض الدول الموازنة بين دعم أوكرانيا والحفاظ على قنوات تواصل مع موسكو، فيما تفضل دول أخرى تبني نهج أكثر صرامة في مواجهة روسيا.
كما يحذر خبراء عسكريون من أن التأخر في حسم المواقف الأوروبية قد يعرقل بناء آلية أمنية فعّالة لما بعد الحرب، ويضعف من قدرة الغرب على ردع أي تحركات روسية مستقبلية في المنطقة.