قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

القاهرة ترد على نتنياهو بحزم: لا تهجير عبر معبر رفح.. ومصر لن تشارك في تصفية القضية الفلسطينية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عندما تتحدث القاهرة بلغة “الخطوط الحمراء”؛ فإنها لا تُلوِّح بموقف عابر، بل تعلن عن استراتيجية راسخة، تحكم سياستها تجاه القضية الفلسطينية، وكذلك أمنها القومي. 

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين، أعادت إلى الواجهة ملف التهجير، وهو الملف الذي تعتبره مصر تهديدًا مباشرًا لأمنها واستقرارها.

وفي هذا السياق، يسلّط اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، الضوء، على أبعاد الرد المصري، ومغزاه.

 

مصر والتهجير.. معادلة صفرية

يرى اللواء نبيل السيد أن موقف القاهرة الرافض لتحويل معبر رفح إلى بوابة للتهجير، لا يرتبط فقط بالتضامن مع الشعب الفلسطيني؛ بل يتصل مباشرة بالأمن القومي المصري، فاستقبال ملايين اللاجئين؛ سيغيّر من التوازنات السكانية والسياسية والاقتصادية داخل مصر، ويفتح الباب أمام سيناريوهات قد تهدد الاستقرار الوطني، ولهذا، فإن القبول بهذا المخطط؛ هو معادلة صفرية بالنسبة لمصر، لا مكان فيها للتفاوض أو المساومة.

 

رسائل متعددة الاتجاهات

البيان المصري، وفق رؤية “نبيل السيد”، حمل رسائل واضحة لعدة أطراف، كالتالي:

للداخل المصري: طمأنة الرأي العام بأن الدولة لن تسمح بفرض واقع جديد يهدد الهوية الوطنية أو الأمن الداخلي.

للاحتلال الإسرائيلي: التأكيد أن محاولات الابتزاز لن تنجح، وأن مصر لن تكون أداة لتصفية القضية الفلسطينية.

للمجتمع الدولي: التحذير من أن استمرار التغاضي عن السياسات الإسرائيلية؛ قد يشعل انفجارا إقليميا يتجاوز حدود غزة.

 

مناورة نتنياهو المكشوفة

يعتبر الخبير الاستراتيجي، أن حديث نتنياهو عن "حق الفلسطينيين في الخروج" ليس سوى غطاء لمشروع التهجير القسري، يُسوَّق تحت مسمى إنساني، لكن في جوهره، يكشف عن عجز إسرائيل عن حسم الصراع عسكرياً في غزة، وعن رغبتها في التخلص من "عبء" الفلسطينيين بطرق بديلة.

مصر بين الثابت التاريخي والواقع الراهن

منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ارتبط الموقف المصري بالقضية الفلسطينية؛ باعتبارها جزءًا من الأمن القومي العربي، واليوم، رغم التحولات الإقليمية وتشابك المصالح؛ ما زالت القاهرة تتمسك بالثابت نفسه: لا وطن بديلاً للفلسطينيين، لذلك وصفت الخارجية المصرية، التهجير، بأنه "تطهير عرقي" يتطلب محاسبة دولية.

الضغط على المجتمع الدولي

لا تكتفي مصر بإعلان مواقفها، بل تدفع المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته. فقد دعت إلى وقف إطلاق النار، وإلى عودة السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، باعتبار ذلك مدخلاً لإحياء مسار سياسي جاد يمنع استمرار الفوضى، والقاهرة، وفق الخبير الاستراتيجي، تسعى إلى تحويل مواقفها من مجرد بيانات سياسية إلى رؤية عملية للتسوية.

قراءة مستقبلية

يؤكد نبيل السيد، أن الموقف المصري يحدد ملامح المرحلة المقبلة عبر 3 ركائز:

- رفض قاطع لأي سيناريو للتهجير مهما كانت الضغوط.

- التمسك بحل الدولتين كخيار استراتيجي لا بديل عنه.

- التحذير من أن تجاهل المجتمع الدولي لأحداث غزة؛ قد يقود إلى تصعيد إقليمي واسع.

ويرى اللواء نبيل السيد، أن رد القاهرة على تصريحات نتنياهو، لم يكن مجرد دفاعا عن الفلسطينيين؛ بل عن مصر نفسها، فمعبر رفح لم يعد مجرد نقطة حدودية، بل "خط أحمر" استراتيجي يعبّر عن معادلة الأمن القومي المصري.. فلا مساومة على السيادة، ولا تصفية للقضية الفلسطينية بقرارات أحادية أو فرض للأمر الواقع.