قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن ما يردده البعض عن صعوبة اللغة العربية وتعقيدها ليس صحيحًا، بل هو صورة مغلوطة كرّستها بعض المشاهد التي أظهرت العربية وكأنها لغة متقعّرة ومعقدة، مؤكدًا أن العربية لغة سهلة وبسيطة وليست بحاجة إلى ألفاظ متكلّفة.
وأضاف الهواري، خلال حلقة تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن هذه الصورة السلبية رسخت في أذهان الشباب وجعلتهم ينفرون من لغتهم الأم، بينما الحقيقة أن تعلم العربية يمكن أن يبدأ بخطوات صغيرة جدًا، مثل تعليم الأبناء جملة واحدة كل أسبوع داخل الأسرة، حتى ينشأ لديهم حب تدريجي للغة وانتماء لها. وأكد أن للأسرة دورًا محوريًا في هذا المجال، إذ يقع على الوالدين مسؤولية تمرير مفردات اللغة العربية في الأحاديث اليومية مع أبنائهم.
وأشار إلى أن غرس حب العربية يتطلب أن تمتلئ البيوت بكتاب الله عز وجل سماعًا وتدارسًا، إلى جانب القراءة لعمالقة الأدب والفكر من أمثال طه حسين، والرافعي، والمنفلوطي، والشيخ محمد الغزالي، لافتًا إلى أن هذه القراءات لا تصوّب اللسان فحسب، بل تقيم الفكر، وتوجّه المشاعر، وتغرس في الأبناء إحساسًا بالمسؤولية تجاه أمتهم وتاريخهم.
وأوضح الهواري أن استثمار التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية أصبح ضرورة ملحّة، وأنه لا بد من توظيفها لصالح تعزيز الهوية وتقوية الوجدان، عبر تقديم محتوى عربي مبسط وقريب من قلوب الشباب. وشدد على أن المشكلة ليست في التقنية ذاتها، وإنما في عدم استثمارها لنشر العربية، داعيًا إلى صياغات وأساليب معاصرة تجذب الأجيال الجديدة وتحببهم في لغتهم قبل أن تكون مجرد التزام أو تكليف.