قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

القصة الكاملة للوحة مرسوم كانوب.. أثر يعود إلى الحياة بعد 150 عامًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مشهد يعكس عراقة التاريخ المصري وثراءه، أعلنت البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف استثنائي في منطقة تل فرعون بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، تمثل في العثور على لوحة حجرية كاملة تحمل نص مرسوم كانوب الشهير. ويعد هذا الكشف الأول من نوعه منذ أكثر من 150 عامًا، إذ لم تُعثر من قبل على نسخة مكتملة مماثلة.

تفاصيل الاكتشاف الفريد

صرّح الدكتور هشام حسين، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء، أن اللوحة عُثر عليها داخل مجمع المعابد الأثري بالمنطقة، وربما كانت لا تزال داخل الورشة الفنية التابعة للمعبد خلال مرحلة إعدادها. وأضاف أن اللوحة تتسم بتصميم مميز حيث جاءت مقوسة القمة ويعلوها قرص الشمس المجنح، فيما يضم متنها 30 سطرًا من النقوش الهيروغليفية، لكنها خلت من النصين الديموطيقي واليوناني اللذين وُجدا في نسخ أخرى.

نسخة ثالثة نادرة من المرسوم

الكشف الجديد يمثل النسخة الثالثة المكتملة من مرسوم كانوب، إلى جانب نسختين محفوظتين حاليًا في المتحف المصري بالتحرير. وأوضح الدكتور حسين أن محافظة الشرقية طالما كانت مركزًا رئيسيًا لمثل هذه الاكتشافات، حيث تم العثور على نسخة في صان الحجر عام 1885 وأخرى في سل بطه عام 2004، مما يؤكد ثراء هذه المنطقة بالآثار التي تروي فصولًا مهمة من تاريخ مصر القديمة.

دلالات دينية وسياسية

يرى الخبراء أن أهمية الاكتشاف لا تقتصر على قيمته الأثرية فقط، بل تكمن أيضًا في دلالاته الدينية والسياسية، إذ كانت الشرقية عبر العصور عاصمة لأسر فرعونية بارزة مثل الأسرة 21 و22. كما أن مرسوم كانوب جاء ليعكس تطور الفكر المصري القديم، حيث هدف إلى إصلاح التقويم المصري القديم لتجنب الفارق بين السنة المصرية والسنة الشمسية، وهو إنجاز علمي مبكر سبق عصره.

بين الماضي والحاضر

هذا الاكتشاف الجديد لا يضيف فقط إلى رصيد مصر من الكنوز الأثرية، بل يفتح أيضًا نافذة لفهم أعمق لحياة المصريين القدماء، وكيف استطاعوا المزج بين الدين والسياسة والعلم. ويعكس الكشف مكانة مصر كحاضنة للحضارة الإنسانية، ويعيد التأكيد على أن كل حجر يُكتشف فيها يحمل رسالة جديدة من الماضي إلى الحاضر.