أعادت السلطات النيجيرية تسليط الضوء على جماعة "أنصار المسلمين في بلاد السودان" بعد إعلانها اعتقال القياديين البارزين في التنظيم، محمود محمد عثمان ومحمود النيجيري، خلال عملية عسكرية جرت بين شهري يونيو ويوليو من العام الجاري 2025م، وفقًا لتصريحات مستشار الأمن القومي النيجيري، نوح ريبادو.
ويُعد الفصيل من أبرز الجماعات الإرهابية التي انشقت عن حركة "بوكو حرام" عام 2022م، بعد خلافات داخلية بشأن استهداف المدنيين المسلمين، معلنًا ولاءه لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وساعيًا إلى توسيع نشاطه نحو دول الجوار مثل النيجر ومالي. وقد تورطت الجماعة في عدة عمليات نوعية، أبرزها اقتحام سجن "كوجي" بأبوجا عام 2022م، ما أسفر عن هروب مئات السجناء، فضلًا عن الهجوم على خط السكك الحديدية بين أبوجا وكادونا في العام نفسه، والذي أسفر عن سقوط ضحايا وخطف العشرات.
من جانبه، أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن جماعة "أنصار المسلمين في بلاد السودان" تمثل نموذجًا للتنظيمات الإرهابية التي تسعى لتلميع صورتها بادعاء تجنب استهداف المدنيين، في حين تحمل في جوهرها الفكر التكفيري نفسه، وتهدف لإقامة خلافة متشددة على غرار "خلافة سوكوتو" التاريخية.
وشدد المرصد على ضرورة مواجهة مثل هذه الجماعات عبر التفكيك الفكري، والتفنيد الشرعي لمفاهيم مغلوطة مثل "الجهاد" و"الخلافة"، فضلًا عن تعزيز التعاون بين المؤسسات الأمنية والتعليمية لمكافحة خطاب الكراهية والتجنيد، وحماية النسيج الاجتماعي من التمزق.
كما حذّر من احتمالية لجوء التنظيم إلى شن هجمات انتقامية بعد اعتقال قياداته، ما يتطلب خططًا وقائية لحماية المدنيين ورجال الأمن.
واختتم المرصد مؤكّدًا أن المعركة مع الإرهاب ليست عسكرية فقط، بل هي بالأساس معركة وعي وفكر، مما يجعل الدور التوعوي والفكري للمؤسسات الدينية والفكرية عنصرًا حاسمًا في مواجهة هذه التنظيمات.