عقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الليلة، جلسة طارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على قطر، وأصدر أعضاء المجلس بيانًا صحفيًا نددوا فيه بالهجمات الأخيرة التي وقعت في العاصمة الدوحة.
وشهدت الجلسة إدانات من قبل الأمم المتحدة وأغلب الدول الأعضاء في المجلس للهجوم الإسرائيلي، وأشار العديد من المندوبين إلى أن القصف الإسرائيلي هدف لتقويض جهود الوسطاء الرامية لإنهاء الحرب في غزة.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن الحكومة الإسرائيلية مارقة ويدها ملطخة بالدماء وترى نفسها فوق القانون الدولي، وآن للمجتمع الدولي أن يواجه غطرسة الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف الصفدي، أن الحكومة الإسرائيلية قتلت أكثر من 65 ألف فلسطيني في قطاع غزة حتى الآن، وتواصل مصادرة الأراضي في الضفة الغربية وتحمي إرهاب المستوطنين، كما أنها تمثل تهديدًا لكل شعوب المنطقة بمن فيهم الإسرائيليون.
وأكد أن الخروقات الإسرائيلية تتوسع في لبنان وسوريا، والآن وصل عدوانها إلى العاصمة القطرية، لافتًا إلى أن العاهل الأردني وولي العهد يؤكدان الوقوف إلى جانب دولة قطر أمام عدوان إسرائيل.
وقال ممثل مجلس التعاون الخليجي في مجلس الأمن طارق البناي: "موقفنا الجماعي الراسخ يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات أفعالها، ندين الاعتداء الإسرائيلي الجبان على دولة عربية ذات سيادة".
وأضاف ممثل مجلس التعاون الخليجي، أن "أمن منطقة الخليج خط أحمر وأي تكرار للعدوان الإسرائيلي سنوجهه بموقف قوي موحد، وندعم قطر في حق الرد على العدوان الإسرائيلي والذي تكفله الأمم المتحدة".
ودعا ممثل مجلس التعاون الخليجي، المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الأخلاقية باتخاذ مواقف عملية لردع الاعتداءات الإسرائيلية.
فيما قال مندوب العراق بالأمم المتحدة لقمان الفيلي، إن الأفعال المتهورة لإسرائيل تهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم بكامله، ولا يمكن التهاون مع إصرار إسرائيل على العبث بأمن المنطقة وشعوبها.
وأضاف مندوب العراق بمجلس الأمن: "استهدفت إسرائيل منطقة سكنية تضم مدرسة في العاصمة القطرية"، مشددًا على أن "أسس حماية الأمن في المنطقة تتطلب تدخل المجلس وتحمل مسؤوليته، وأنهم يدعمون قطر في "أي تدابير سياسية وقانونية للرد على إسرائيل".
ومن جهته، قال مندوب تركيا بمجلس الأمن أحمد يلدز: "ندين العدوان الإسرائيلي غير المبرر على مبنى سكني داخل دولة قطر، والهجوم الإسرائيلي على قطر يمثل (إرهاب دولة) تنتهجه تل أبيب".
وأضاف مندوب تركيا: "نؤيد قطر في كل ما ستتخذه من إجراءات للرد على العدوان الإسرائيلي، وعلى المجلس أن يسأل إسرائيل عن أسباب هجومها على الدوحة"، لافتًا إلى أن صمت المجلس على الانتهاكات الإسرائيلية يشجعها على مزيد من العدوان.
وفى السياق ذاته، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، إن استمرار فشل مجلس الأمن في وقف الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة يهدد الاستقرار والأمن، مشيرًا إلى أن "الهجوم الإسرائيلي على قطر يتنافى مع رغبتنا جميعا في السلام والاستقرار".