قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خرق لعادة الصعيد .. حاول الإصلاح فأنهوا حياته بطعنات غادرة بجلسة صلح بقنا | تفاصيل صادمة

مؤذن مسجد بقنا
مؤذن مسجد بقنا

جريمة على غير المألوف أن تحدث فى محافظة قنا ، التى  يحرص أبنائها كل الحرص على احترام أهل المصالحات والجلسات العرفية، لما لهم من دور عظيم فى حقن الدماء وفتح صفحات جديدة من الود والتسامح بين العائلات والمتخاصمين، فقد انتهت جلسة صلح قبل أن تكتمل بدماء المبادر بحل الخلاف.


خرق حصانة رجال المصالحات

ما حدث قبل أن يكون جريمة جنائية أو دينية كونها إزهاق روح إنسان بلا ذنب، كان بمثابة جريمة أخلاقية هزت أركان المجتمع العرفى، الذى يمنح أهل الصلح حصانة غير مشروطة، لإنهاء الخلافات والنزاعات، حصانة يعلم قدرها كبار العائلات ورجال المصالحات، فضلًا عن رجال الأمن الذين يقدرون دورهم ويتركون لهم مساحات لؤاد الفتن والخلاف.

الدماء التى سالت من المجنى عليه دون ذنب افترفه، سوى أنه جاء للإصلاح بين قاتليه وأبناء شقيقته، سوف تظل لعنة تطارد المتهمين، إلى أن يقول رجال القضاء كلمتهم فى هذا المصاب الجلل، فبجانب كونها جريمة يعاقب عليها الدين والقانون هى خرق لعادات وتقاليد الصعيد التى طالما تغنى بها أبنائه.

طعنات غادرة

المجنى عليه لم يتوقع ولو للحظة واحدة أن تأتى طعنات الغدر من أقاربه وذويه، فرحلته فى الحياة والتى قضى منها سنوات عديدة فى الإصلاح بين المتخاصمين وقضاء مصالح الناس، لم يتجرأ أحد أن يوجه إليه كلمة مسيئة أو إهانة عابرة، لا أن يوجه إليه طعنات غادرة تنهى حياته فى الحال وتنهى معها جلسة صلح كان مقرراً أن ينهيها بكلمات ود ومحبة اعتاد عليها خلال جلسات الصلح.

لغة الهدوء وكلمات المحبة التى تعد عنواناً لجلسات التصالح، اختفت تماماً من الجلسة المشئومة وتحولت الكلمات إلى عبارات تهديد وتبدلت نظرات الوجوه إلى ملامح لا تعرف للرحمة طريق، فقد تمكن الشيطان منهم أشد تمكين، وحرك أياديهم نحو سلاح أبيض ليغرسوه بلا وعى أو تفكير فى جسد المجنى عليه، وتسيل الدماء منه بأيادى أقاربه.


مشهد صادم

المشهد كان صادماً للجميع، الكل فى حالة ذهول جراء الجريمة النكراء بحق المجنى عليه الذى تربطه علاقات من المحبة والود بالجميع سواء داخل جزيرة مطيرة أو بنطاق مركز قوص، لعدم تأخره فى تلبية مطالب أصدقاءه ومحبيه أو من يقصدونه فى أعمال خير كما يردد الأهالى بالمنطقة.

بداية القصة كانت بخلاف وقع بين أقارب المجنى عليه  خير كامل ٥٥ عاماً، فى قرية جزيرة مطيرة بقوص، وبادر بالذهاب لأبناء خاله لإنهاء الخلاف مع أبناء شقيقته والتمهيد لجلسة ودية لعودة العلاقات لطبيعتها بين الطرفين، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، وتحولت الجلسة إلى ردود عنيفة انتهت بطعنات غادرة تلقاها المجنى عليه فى مناطق متفرقة بالجسد، لتنتهى جلسة الصلح بخلاف أعمق وأكبر بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة بين الحاضرين.

دقائق قليلة وكان رجال الأمن وسيارة الإسعاف أمام جثة المجنى عليه، لتنقل بعدها إلى مشرحة مستشفى قوص المركزى، وسط حالة ذهول وحزن بين الحاضرين، فيما تباشر النيابة العامة تحقيقاتها بعد ضبط المتهمين بارتكاب الجريمة.